معه (١) التكليف فعليا بعثا أو زجرا فعلا ، وليس (٢) بموجبة لذلك (٣) في غيره ، كما أن نفسها (٤) ربما تكون موجبة لذلك (٥) ولو كانت (٦) قليلة في مورد آخر (٧).
فلا بد (٨) من ملاحظة ذاك الموجب لرفع فعلية التكليف المعلوم بالإجمال أنه (٩)
______________________________________________________
(١) الضمير راجع على الموصول في «مما» المراد به مانع فعلية التكليف غير العسر والضرر ، و «بعثا ، أو زجرا» قيدان للتكليف.
(٢) عطف على «موجبة» وفي بعض النسخ «وليست» يعني : أن كثرة الأطراف قد تكون موجبة لأحد موانع الفعلية في مورد ، ولا تكون موجبة في غير ذلك المورد ، فلا تلازم بين كثرة الأطراف وبين وجود بعض موانع الفعلية ، والأولى أن يقال : «وغير موجبة لذلك في غيره».
(٣) يعني : لا تكون كثرة الأطراف موجبة للعسر في غير ذلك المورد ، مثلا لو اشتبهت حبة من الحنطة النجسة في ألف حبة لا يوجب الاجتناب عن الألف عسرا.
(٤) أي : نفس الموافقة القطعية ربما تكون موجبة لذلك العسر.
(٥) يعني : لأحد موانع الفعلية ، ولو كانت الأطراف قليلة ، بمعنى : أنه قد يتفق عروض أحد موانع الفعلية في صورة قلة الأطراف أيضا ، كما إذا اشتبه الماء المطلق بين إناءين مثلا ، وكانت الموافقة القطعية بالتوضؤ بهما معا موجبة للعسر أو الضرر.
(٦) كلمة لو وصلية ، فالمعنى ولو كانت الأطراف قليلة في مورد آخر ، يعني : غير المورد الذي أوجبت فيه كثرة الأطراف عروض بعض الموانع عن فعلية التكليف.
(٧) كما لو كانت المخابز في البلد خمسين وعلمنا بنجاسة أحدها ، فإنّ الاجتناب عن الجميع مقدمة للموافقة القطعية موجب للعسر ، وبهذا تبين : أن ليس للعسر الذي هو مناط لسقوط التكليف ميزان خاص ، فقد تكون الأطراف كثيرة ولا يوجب الاجتناب عسرا ، وقد تكون الأطراف قليلة ويوجب الاجتناب عسرا ، فليس المناط هو المحصورة وغير المحصورة وإنما المناط هو العسر والضرر والخروج عن محل الابتلاء كما تقدم.
(٨) الظاهر عدم الحاجة إليه ، إذ المستفاد من كلامه : أن التكليف من البعث أو الزجر لا يكون فعليا مع أحد هذه الموانع ، فقوله : «فعلا» مستدرك فحق العبارة أن تكون هكذا : مما لا يكون معه التكليف البعثي أو الزجري فعليا. الأولى أن تكون العبارة هكذا : فلا بد من ملاحظة أنه يكون في هذا المورد ذلك الموجب لرفع فعلية التكليف المعلوم بالإجمال أو لا يكون عن فعلية التكليف ، كما في هامش «منتهى الدراية ، ج ٦ ، ص ١١٢».
(٩) أي : الموجب ، والأولى أن يقال : «وأنه يكون» ، و «يكون» في المواضع الثلاثة