__________________
أما ابن شكلة فيقول معرضا بالمأمون :
إذا الشيعي جمجم في مقال |
|
فسرك أن يبوح بذات نفسه |
فصل على النبي وصاحبيه |
|
وزيريه وجاريه برمسه |
راجع : مروج الذهب ج ٣ / ٤١٧ ، والكنى والألقاب ج ١ / ٣٣١.
وبعد هذا .. فانه لمن غرائب الامور حقا ، الانتقال دفعة واحدة من القول بالارجاء إلى التشيع ، بل الى الرفض ( وهو الغلو في التشيع حسب مصطلحهم ، والذي يتمثل بالقول بامامة الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام ). وأغرب من ذلك العودة إلى الارجاء بعد موت علي الرضا عليهالسلام ..
وهذا ان دل على شيء ؛ فانما يدل على مدى تأثير السياسة والمال في هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم ـ بادعائهم ـ مسئولية الحفاظ على الدين والذود عن العقيدة ؛ فانهم كانوا في غاية الانحطاط الديني ، يتلونون ـ طمعا بالمال والشهرة ـ ألوانا ؛ حتى إن ذلك يحملهم على القول بعقيدة ، ثم القول بضدها ، ثم الرجوع الى المقالة الاولى ، إذا رأوا أن الحاكم يرغب في ذلك ، ويميل إليه ، ولهذا سموا بـ « الحشوية » يعني : أتباع وحشو الملوك ، وأذناب كل من غلب ، ويقال لهم أيضا ( وهم في الحقيقة أهل الحديث ) : « الحشوية ، والنابتة ، والغثاء ، والغثر .. » على ما في كتاب : تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ٨٠. وراجع أيضا فرق الشيعة ، ورسالة الجاحظ في بني أميّة ، وغير ذلك ..
بل لقد أطلق عليهم المأمون نفسه لفظ « الحشوية » في مناقشته المشهورة للفقهاء والعلماء المذكورة في العقد الفريد والبحار ، وعيون أخبار الرضا وغير ذلك ..
وقال عنهم الزمخشري في مقام استعراضه للمذاهب والنحل ، ومعتنقيها :
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه |
|
يقولون تيس ليس يدري ويفهم |
ويقابل كلمة « الحشوية » كلمة « الرافضة » التي شاع اطلاقها على الشيعة الإمامية. ومعناها في الأصل : جند تركوا قائدهم ؛ فحيث إن الشيعة لم يكونوا قائلين بامامة أولئك المتغلبين ، سموهم بـ « الرافضة » ؛ ولذا جاء في تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٦١ : أن معاوية كتب إلى عمرو بن العاص :