٢ ـ وأما البرامكة ، فان ما ذكره الأخ لم يغب عن بالي وقتها ، وهو صحيح مائة بالمائة .. ولكنه لا يعني أن النص الآخر كذب محض ؛ إذ ربما يكون القصد منه : ليس أنهم كانوا يتشيعون حقيقة ، وإنما المراد أنه : حين رأى الرشيد نفوذهم وقوتهم ، وخافهم على الملك ، تعلل عليهم بذلك ؛ ليقتلهم ، ويتخلص منهم ..
كما أنه ليس من البعيد .. أنهم كانوا يجارون التيّار ، فيتظاهرون بالتشيع للعلويين ؛ ليحافظوا على مكانتهم في العامة .. في نفس الوقت الذي كانوا يتآمرون فيه على آل علي عليهالسلام ، ويبغون لهم فيه الغوائل ، تماما ، كما كان المتوكل يكرم الهادى عليهالسلام في الظاهر ، ويبغى له الغوائل في الباطن والشواهد التاريخية على مثل هذا كثيرة جدا ..
٣ ـ وأما قضية الشعر .. فاننا لا نصرّ على أنه للبحري .. وإن كنا قد اشرنا إلى أن من الجائز أن يكون البحترى قد أخذه على سبيل الاستشهاد ، والتضمين ؛ فان ذلك أمر شائع ومعروف بين الشعراء .. كما أنني قد بينت أن من الجائز أن يكون البحترى قد صحف عمدا أو سهوا فصار : البحري .. كما أنه قد يكون العكس هو الصحيح. وأما أنه لم يصل الى المصلى ، فان للشاعر ان يدعي ذلك اذا كان الامام (ع) قد قرب منه على سبيل المبالغة.
وبعد .. فاننا نستميح الأخ الشيخ العذر ، ونسأل الله له دوام التوفيق والتسديد.
جعفر مرتضى الحسيني العاملي ..
٢٢ / ١ / ١٤٠٠ ه. ق.