متقاطعة على زوايا قائمة ، فهو من أحد أقسام الجوهر أعني : العقل والنّفس والجسم والمادّة والصورة.
وأمّا الهيولى فعرّفوها : بأنّها جوهر ليس في نفسه واجد للاتّصال والانفصال (١) ، يحتاج اليها الصّورة الجسميّة التي هي الممتدّ الجوهري في تشخصّها على ما ذهب اليه جماعة من المحقّقين.
ولا نزاع عند أكثر المحقّقين وجمهورهم في ثبوت هذا المعنى على ما عرفت وصرّح به جماعة من أجلّة الحكماء واساطينهم ، أي : في ثبوت ما يصدق عليه مفهوم الهيولى ومسمّاها ، أي : أمر يقبل الانفصال والاتصال الّلذين يطرءان في الحسّ على أنواع الأجسام المحسوسة من حيث هي اجسام ويقبل الهيئات النطفيّة والحيوانيّة والطّينيّة والرمّاديّة وغير ذلك وهو المسمّى بالمادّة أو الهيولى على اختلاف العبارات في التعبير عنها.
ووجودها على حسب هذا المفهوم أمر مسلّم لا نزاع فيه ، بل ممّا لا معنى للنّزاع فيه ؛ فانّه إذا قيل يكون الحيوان من الطّين أو خلق الإبن من نطفة أبيه فلا يخلو :
إمّا أن يكون الطّين باقيا طينا والنّطفة باقية نطفة وهو حيوان وانسان حتى يكون في حالة واحدة طينا وحيوانا أو نطفة وانسانا فهو محال.
وإمّا أن بطلت النطفة بكلّيّتها حتّى لم يبق منها شيء أصلا ، وكذا الطّين ، ثمّ
__________________
(١) انظر المواقف : ج ١ / ٣٨٣ وكذلك ج ٢ / ٣٧٣ ، وكشف المراد : ٢٢٩ ، والحكمة المتعالية : ج ٥ / ٦٥ فما بعد.