صريح كلام الجزائري حجيّة العقل البديهيّ وهو مقتضى كلام الأمين الموافق له ، بل قد تقدّم في كلام شيخنا الموافق لكلام الشيخ المحشّي أنّ محلّ كلام الأمين في غير الضروريّات وهو كما ترى لا يجامع إستفادة عدم حجيّة العقل البديهي في غير ما توافقت عليه العقول.
هذا ، بل ظاهر كلام الأمين ، بل صريحه : أنّ محلّ كلامه في العقل الظني ، فانّه قال ـ في الدليل الرابع ـ ما هذا لفظه :
« أنّ كلّ مسلك غير ذلك المسلك إنّما يعتبر من حيث إفادته الظّن بحكم الله تعالى ، وقد أثبتنا سابقا أنّه لا اعتماد على الظّن المتعلّق باحكام الله تعالى أو نفيها ». إنتهى (١) كلامه رفع مقامه.
وقال أيضا بعد قوله المحكي في « الكتاب » : ـ « وان تمسّكنا بغيره لم نعصم عنه » ـ ما هذا لفظه :
« ومن المعلوم أن العصمة عن الخطأ أمر مطلوب مرغوب فيه شرعا وعقلا ألا ترى أنّ الاماميّة إستدلّت على وجوب عصمة الإمام بانّه لو لا العصمة للزم أمره تعالى عباده باتباع الخطأ وذلك الأمر محال ؛ لأنّه قبيح عقلا. وأنت إذا تأمّلت في
__________________
موافقة لما حكاه من التقييد ، كما كان كذلك في بعض النسخ الذي كان عندي ولكنّه غلط. والصحيح هو الذي حكيناه عنه ، وهو كما ترى خال عن التقييد بالنّسبة إلى كلام الجزائري ، وانّما هو أمر استفاده من كلام الأمين الاسترآبادي باجتهاده مع بعده عن سياق كلامه ، فافهم.
منه دام ظلّه العالي.
(١) الفوائد المدنيّة : ٢٥٥.