__________________
الأخباريّة قطعيّة صدور جميع ما في الكتب الأربعة وصحّة جميع ما فيها ، وإنكار الفلاسفة المعراج الجسماني والمعاد الجسماني ، وقطع بعض العوام بصحّة كل ما يراه في المنام وإن كان خلاف قول الإمام عليهالسلام ، وقطع أكثر الجهّال بحكم شيء ، أو دخول الهلال بمجرّد قول المنجّم أو الفوّال أو أصناف الدراويش من أهل الضلال إلى غير ذلك ممّن حصل قطعه من الأسباب التي لا تفيد لمعتدلي السليقة ومستقيم الطبع من متعارف الناس سوى الظنّ أو الشك أو الوهم.
ومن ذلك قطع بعض من نراه يدّعي الإجتهاد ، بل وأعلميّة نفسه من جميع أهل عصره والحال أن اعوجاج سليقته بالنسبة لمتعارف الناس بمثابة لم يوثق بحسّيّاته فضلا عن حدسيّاته ، وما هو إلاّ مرض ـ أعاذنا الله منه ـ نظير مرض البابيّة والصوفيّة والكشفيّة والشيخيّة والعرفانيّة والدرويشيّة ممّن أدّت أمراضهم الدنيّة الدنيويّة إلى دعوى الكشف والكفش والعرفان والزربان قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
إلى أن قال :
وأمّا المرحلة الثانية فحكم قطع القطّاع بالمعنى المذكور هو عدم العبرة به وعدم ترتيب آثار القطع عليه لكن لا بمعنى السلب بانتفاء المحمول ـ كما يوهمه ظاهر السلب ـ حتى يستلزم التفصيل في أسباب القطع على القول بطريقيّته وينافي ما قدّمناه من عدم التفصيل في أسبابه على الطريقيّة ، بل بمعنى السلب بانتفاء الموضوع ليكون نفي الحكم عنه مستندا إلى نفي الموضوع وإلى كون قطع القطّاع خيال قطع وصورة قطع ، لا قطع واقعي حتى تشمله أحكام الموضوع الواقعي.
فمعنى عدم العبرة بقطع القطّاع ـ وهو القطع الحاصل من الأسباب الغير العاديّة ـ وهو عدم كونه قطعا في الواقع وإن تخيّله القطّاع قطعا ؛ نظرا إلى أنّ الالفاظ موضوعة للمعاني الواقعيّة لا الزعميّة.