.................................................................................................
______________________________________________________
وقد رواها في التهذيب تارةً عن زرارة وأُخرى عن ابن مسكان (١) ، غير أنّ صاحب الوسائل جمع بينهما في النقل. وكيف ما كان فالسند صحيح كما عرفت ، فكان اللّازم عليه أن يذكره أيضاً ، ولكن الظاهر أنّه (قدس سره) معذور في ذلك ، إذ لا يعتبر هذه الرواية صحيحة ، من أجل أنّ محمّد بن عيسى الذي يروي عن يونس ضعّفه ابن الوليد وتبعه الصدوق وكذلك الشيخ في رجاله وفي الفهرست والاستبصار (٢) ، ولعلّ صاحب المدارك بنفسه أيضاً يرى ضعفه ، بل هو الظاهر. وكيف ما كان فبناءً على مسلكه من الاقتصار على الصحاح من الأخبار فالأمر كما ذكره لانحصارها في الخمسة كما عرفت.
نعم ، صحيحة محمّد بن مسلم تضمّنت القمح والعدس والسلت ، لكن في فرض العجز عن الحنطة والشعير (٣) ، وسنتكلّم فيها إن شاء تعالى.
والمقصود أنّ هذه الرواية لو كانت ضعيفة فالأمر كما ذكره (قدس سره) من الاختصاص بالخمسة ، ولكنّا قد ذكرنا في محلّه أنّ محمّد بن عيسى بن العبيدي من أجل الثقات ، وقد ذكر النجاشي أنّ أصحابنا ينكرون على ابن الوليد أنّه كيف لا يعمل بروايات العبيدي وقد قال الفضل بن شاذّان في حقّه : مَن مثل العبيدي (٤)؟! وقال ابن نوح : أنّه أصاب شيخنا ابن الوليد إلّا في محمّد بن عيسى (٥). وعليه ، فلا أثر لما ذكره ابن الوليد. على أنّه لم يظهر منه تضعيف الرجل بنفسه ، بل استثنى من كتاب نوادر الحكمة خصوص ما ينفرد به العبيدي
__________________
(١) التهذيب ٤ : ٧٨ / ٢.
(٢) حكاه النجاشي عن الصدوق : ٣٣٣ ، الفهرست : ١٤٠ / ٦١١ ، رجال الطوسي : ٤٢٢ / ١٠ ، الاستبصار ١ : ١٤.
(٣) الوسائل ٩ : ٣٣٧ / أبواب زكاة الفطرة ب ٦ ح ١٣.
(٤) النجاشي : ٣٣٣ ٣٣٤ / ٨٩٦.
(٥) النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.