.................................................................................................
______________________________________________________
أحدها : ما ذهب إليه الشيخ في المبسوط والمحقّق في الشرائع ، بل نُسب إلى المشهور بين الأصحاب من الاختصاص بالكفّار.
قال في محكيّ المبسوط ما لفظه : (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) عندنا هم الكفّار الذين يستمالون بشيء من مال الصدقات إلى الإسلام ، ويتألّفون ليستعان بهم على قتال أهل الشرك ، ولا نعرف لأصحابنا مؤلّفة أهل الإسلام (١).
وقال في الشرائع : و (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) وهم الكفّار الذين يستمالون إلى الجهاد ولا نعرف مؤلّفة غيرهم (٢).
ثانيها : ما ذهب إليه المفيد وتبعه جماعة من التعميم ، وأنّ المؤلّفة ضربان : مشركون وهم من عرفت ، ومسلمون وهم ضعفاء الإيمان ، فيعطي لهم الزكاة لتقوية عقيدتهم (٣).
ثالثها : ما اختاره في الحدائق من الاختصاص بالمسلمين ، قال ما لفظه : (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) قوم مسلمون قد أقرّوا بالإسلام ودخلوا فيه ، ولكنّه لم يستقرّ في قلوبهم ولم يثبت ثبوتاً راسخاً ، فأمر الله تعالى نبيّه بتألّفهم بالمال لكي تقوى عزائمهم وتشتدّ قلوبهم على البقاء على هذا الدين. فالتأليف إنّما هو لأجل البقاء على الدين والثبات عليه ، لا لما زعموه (رضوان الله عليهم) من الجهاد كفّاراً كانوا أو مسلمين وأنّهم يتألفون بهذا السهم لأجل الجهاد (٤).
أمّا القول الأوّل : فلم يظهر له أيّ مستند ، بل يدفعه إطلاقات الأدلّة من الكتاب والسنّة.
__________________
(١) المبسوط ١ : ٢٤٩.
(٢) الشرائع ١ : ١٩٠.
(٣) نقله عنه في المعتبر ٢ : ٥٧٣.
(٤) الحدائق ١٢ : ١٧٧.