.................................................................................................
______________________________________________________
ولكنّها قاصرة سنداً بالإرسال وبسهل بن زياد ، ودلالةً بنحو ما تقدّم في الرواية الثانية.
ومنها وهي العمدة ـ : صحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) «قال (عليه السلام) : هم قوم وحّدوا الله عزّ وجلّ وخلعوا عبادة مَن يعبد من دون الله عزّ وجلّ وشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهم في ذلك شكّاك في بعض ما جاء به محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، فأمر الله نبيّه أن يتألّفهم بالمال والعطاء لكي يحسن إسلامهم ويثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه وأقرّوا به ، وإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم حنين تألّف رؤساء العرب من قريش وسائر مضر ، منهم : أبو سفيان بن حرب وعيينة بن حصين الفزاري وأشباههم من الناس فغضبت الأنصار إلى أن قال زرارة : فسمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : فحطّ الله نورهم ، وفرض الله للمؤلّفة قلوبهم سهماً في القرآن» (١).
ويندفع بقصورها عن الدلالة على الحصر ، بل أقصاها التعرّض لشأن نزول الآية وأنّ موردها هي تلك القصّة وأنّها نزلت بعد الاعتراض على ما بذله لأبي سفيان وأضرابه من المنافقين. ومن البيّن أنّ المورد لا يخصّص الموارد ، فمن الجائز جواز الدفع إلى الكفّار أيضاً لاستمالتهم إلى الجهاد أو إلى الإسلام ، كما يقتضيه إطلاق الكتاب والسنّة حسبما تقدّم.
فلم يثبت إذن ما يستوجب ارتكاب التقييد لترفع به اليد عن المطلقات.
هذا ، والذي يهوّن الخطب أنّ هذا البحث قليل الجدوى كما نبّه عليه المحقّق الهمداني (قدس سره) (٢) ، فإنّ من جملة مصارف الزكاة سهم سبيل الله ، وهو
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤١١ / ٢.
(٢) مصباح الفقيه ١٣ : ٥٣٧.