.................................................................................................
______________________________________________________
كالمنافق الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام صورةً ، فلا دلالة لها على الاختصاص بالمسلم ضعيف الاعتقاد الذي يُراد تأليف قلبه وتقوية عقيدته كما هو المدّعى.
ومنها : مرسلة يونس عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) : «قال : (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) لم يكونوا قطّ أكثر منهم اليوم» (١).
ولكنّها مضافاً إلى الإرسال قاصرة الدلالة ، لعدم كونها بصدد تعريف المؤلّفة ، وإنّما تعرّضت لبيان الكمّيّة فحسب.
ومنها : موثّقة إسحاق بن غالب ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : «يا إسحاق ، كم ترى أهل هذه الآية (فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ) (٢)؟» قال : ثمّ قال : «هم أكثر من ثلثي الناس» (٣).
ولكنّها غير ناظرة إلى تفسير المؤلّفة بوجه ، وإنّما وردت لبيان ما تقتضيه طبيعة البشر من السخط عند المنع والرضا لدى العطاء ، ولا ارتباط لها بما نحن فيه ، فإيرادها في باب المؤلّفة في الكافي كاستشهاد الحدائق بها غير واضح.
ومنها : مرسلة موسى بن بكر ، قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : «ما كانت (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) قطّ أكثر منهم اليوم ، وهم قوم وحّدوا الله وخرجوا من الشرك ولم تدخل معرفة محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قلوبهم وما جاء به فتألّفهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتألّفهم المؤمنون بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لكيما يعرفوا» (٤).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤١١ / ٣.
(٢) التوبة ٩ : ٥٨.
(٣) الكافي ٢ : ٤١٢ / ٤.
(٤) الكافي ٢ : ٤١٢ / ٥.