٣. اثبت القرآن وجود شهداء من آل إبراهيم بعد النبي أورثهم السنة النبوية ووثائقها عرضهم أئمة هدى على الناس وكلفهم حفظ الرسالة وجعلهم مطهرين معصومين وجعلهم مع النبي تحت عنوان واحد وهو (أهل البيت) ولم يسمِّهم القرآن وسمّاهم النبي.
كما ورد عن أبي سعيد الخدري وأم سلمة وواثلة بن الاسقع وغيرهم : قالوا نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) الأحزاب / ٣٣ في خمسة في رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين. (١)
واثبت القرآن ان موقع (الشهيد على الناس) الذي جعله الله تعالى للنبي صلىاللهعليهوآله ابتداء (يا أيها النبيّ إنّا أرسلناك شاهداً ومبشّراً ونذيراً) الأحزاب / ٤٥ مستمر في الأمة بعد النبي في أهل بيته قال تعالى (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً) هود / ١٧.
وهؤلاء الشهداء بعد النبي من ذرية إبراهيم كما في قوله تعالى : (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الحج / ٧٨.
وهؤلاء هم آل إبراهيم المشار اليهم في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (٥٤) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (٥٥)) النساء / ٥٤ ـ ٥٥
وآل إبراهيم هنا هم البقية الباقية من عترته المشار إليها في قوله تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٢٨) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩)) البقرة / ١٢٧ ـ ١٢٩
__________________
(١) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٤ ص ٣٨ ـ ٤٢.
(٢) والاية توضح أيضا ان هؤلاء الشهداء على الناس قد بشر بهم في الكتب السابقة كما بشر بالنبي صلىاللهعليهوآله.