عليك بلهوك بالغانيات |
|
وخل المعالي لأصحابها (١) |
أقول :
حفل ديوان ابن المعتز بقصائد في عتاب الطالبيين والطعن فيهم وفي أهل الكوفة وفيما يلي نماذج من شعره فيهم :
بني عمنا الأدنين :
بني عمنا الأدنين من آل طالب ، تعالوا |
|
إلى الأدنى ، وعودوا إلى الحسنى |
أليس بنو العباس صنو أبيكم ، |
|
وموضع نجواه ، وصاحبه الأدنى (٢) |
فمات الرضى ، من بعد ما قد علمتم ، |
|
لنا حقها لكنه جاد بالدنيا |
ليعلمكم ان التي قد حرصتم عليها |
|
وغودرتم على إثرها صرعى |
يسير عليه فقدها ، غير مكترث ، |
|
كما ينبغي للصالحين ذوي التقوى |
وأعطاكم المأمون عهد خلافة ، |
|
ولاذت بنا من بعده مرة أخرى |
وعادت إلينا ، مثل ما عاد عاشق |
|
إلى وطن ، فيه له كل ما يهوى |
دعونا ودنيانا التي كلفت بنا ، |
|
كما قد تركناكم ، ودنياكم الأولى |
نصحت بني رحمي :
نصحت بني رحمي ، لو وعوا |
|
نصيحة بر بأنسابها |
وقد ركبوا بغيهم ، وارتقوا |
|
بزلاء تردي بركابها (٣) |
دعوا الاسد تفرس ، ثم اشبعوا |
|
وقد نشبت بين انيابها |
قتلنا أمية في دارها ، |
|
بما تدع الاسد في غابها |
وكم عصبة قد سقت منكم الـ |
|
نحن أحق بأسلابها |
إذا ما دنوتم تلقتكم |
|
خلافة صابا بأكوابها (٤) |
ورموا فرائس أسد الشرى ، |
|
زبونا ، وقرت بحَلّا بها (٥) |
__________________
(١) الصفدي ، الوافي بالوفيات ج ١٧ ص ٢٤٠ ـ ٢٤٥.
(٢) صنو أبيكم : أي كلهم من أصل واحد.
(٣) الزلاء : التي تزل بها القدم. تردي : تهلك.
(٤) الصاب : شجر مر. الأكواب ، الواحد كوب : قدح لا عروة له.
(٥) الزبون : التي تزين أي تدفع برجلها.