وما رد حُجّابها وافدا |
|
لنا ، إذ وقفنا بأبوابها |
كقطب الرَّحى وافقت اختها |
|
دعونا بها ، وغلبنا بها (١) |
ونحن ورثنا ثياب النبي |
|
فلِمْ تجذبون بأهدابها |
لكم رحم يا بني بنته ، |
|
ولكن بنو العم أولى بها |
به غسل الله مَحْلَ الحجاز |
|
وأبرأها بعد أوصابها |
ويوم حنين تداعيتم ، |
|
وقد أبدت الحرب عن نابها |
ولما علا الحبر أكفانه ، |
|
هوى ملك بين أثوابها (٢) |
فمهلا بني عمنا انها |
|
عطية رب حبانا بها |
وكانت تزلزل في العالمين ، |
|
فشدت إلينا بأطنابها (٣) |
وأقسم انكم تعلمون |
|
بأنا لها خير أربابها |
مالكم عتاب :
أبى الله ، الا ما ترون ، فما لكم |
|
عتاب على الأقدار يا آل طالب |
تركناكم حينا فهلا أخذتم |
|
تراث النبي بالقنا والقواضب |
زمان بني حرب ومروان ممسكو |
|
أعنة ملك جائر الحم غاصب |
الا رب يوم قد كسوكم عمائما |
|
من الضرب في الهامات حمر الذوائب |
فلما أراقوا بالسيوف دماءكم |
|
أبينا ، ولم نملك حنين الأقارب |
فحين أخذنا ثاركم من عدوكم |
|
قعدتم لنا تورون نار الحباحب (٤) |
وحزنا التي أعيتكم ، قد علمتم |
|
فما ذنبنا؟ هل قاتل مثل سالب |
عطية ملك قد حبانا بفصله ، |
|
وقدره رب جزيل المواهب |
وليس يريد الناس أن تملكوهم |
|
فلا تثبوا فيهم ، وثوب الجنادب |
وإياكم إياكم ، وحذار من |
|
ضراغمة في الغاب حمر المخالب |
__________________
(١) القطب حديدة في الطبق الأسفل من الرحى يدور عليها الطبق الأعلى.
(٢) الحبر : العالم الصالح.
(٣) الأطبناب ، الواحد طنب : حبل طويل يشد به سرادق البيت.
(٤) تورون : توقدون. الحباحب : ذباب يطير بالليل له شعاع في ذنبه.