قوله اشترطت لنفسي الخلافة فمراد الراوي الحكم ، وليس من شك هو جزء من شروط لتتم بها المصالحة ومعالجة الانشقاق وتأسيس حالة الحكم الجديد في المجتمع ، وبالتالي فان خطبة الحسن عند معاوية بالطريقة التي رواها الرواة أمر غير صحيح.
قال ابن حجر :
وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح إلى الزهري قال كاتب الحسن بن علي معاوية واشترط لنفسه فوصلت الصحيفة لمعاوية وقد أرسل إلى الحسن يسأله الصلح ومع الرسول صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها وكتب إليه ان اشترط ما شئت فهو لك فاشترط الحسن أضعاف ما كان سأل أولا فلما التقيا وبايعه الحسن سأله ان يعطيه ما اشترط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فتمسك معاوية الا ما كان الحسن سأله أولا واحتج بأنه أجاب سؤاله أول ما وقف عليه فاختلفا في ذلك فلم ينفذ للحسن من الشرطين شيء.
قال البدري :
ما رواه يعقوب بن سفيان البسوي بسند صحيح بزعمه عن الزهري هو روايته عن الحجاج بن أبي منيع (يوسف) عن جده (عبيد الله بن أبي زياد ت ١٥٨ هـ) (١) عن
__________________
(١) قال ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٧ ص ٤٧٤ الحجاج بن أبي منيع واسم أبي منيع يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان عبيد الله بن أبي زياد أخا امرأة هشام بن عبد الملك من الرضاعة وهي عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية ، هو عبيد الله بن أبي زياد الرصافي مولى بني أمية.
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج ٧ ص ١٣ قال الذهلي : عبيد الله بن أبي زياد من أهل الرصافة لم أعلم له راويا غير ابن ابنه ، أخرج إلي جزءا من أحاديث الزهري فنظرت فيها فوجدتها صحاحا فلم اكتب منها إلا يسيرا قال الذهبي فهذان رجلان مجهولان من أصحاب الزهري مقاربا الحديث.
وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج ٧٣ ص ٤٦٤ : كان الزهري لما قدم على هشام بالرصافة لزق عبيد الله بن أبي زياد به فسمع علمه وكتبه فسمعها منه ابنه يوسف بن عبيد الله وسمعها منه ابن ابنه الحجاج بن يوسف أبي منيع في آخر خلافة أبي جعفر (المنصور) وقال أنا كنت احمل الكتب إليه فيقرأها على الناس.
قال حجاج ومات (جدي) عبيد الله بن أبي زياد سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة وهو يومئذ ابن