الزهري قال : قتل علي وبايع أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة فطفق يشترط عليهم حين بايعوه إنكم لي سامعون مطيعون تسالمون وتحاربون من حاربت فارتاب أهل العراق في أمره حين اشترط هذا الشرط قالوا ما هذا لكم بصاحب وما يريد هذا القتال فلم يلبث حسن بعدما بايعوه إلا قليلا حتى طعن طعنة أشوته فازداد لهم بغضا وازداد منهم ذعراً. (١)
وروى يعقوب بن سفيان عن حجاج أيضا قال حدثني جدي عن الزهري ، قال فكاتب الحسن لما طعن معاوية وارسل يشرط شرطه فقال ان اعطتني هذا فاني سامع مطيع وعليك ان تفي به ، فوقعت صحيفة الحسن في يد معاوية وقد ارسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على اسفلها وكتب إليه ان اشترط في هذه ما شئت فما اشترطت فهولك ، فلما اتت حسنا جعل يشترط اضعاف الشروط التي سأل ما فيها. فلما التقيا وبايعه الحسن سأل حسن معاوية أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فأبى معاوية أن يعطيه ذلك ، وقال لك ما كنت كتبت إلى تسألني أن أعطيك ، فاني قد أعطيتك حين جاءني كتابك. فقال له الحسن وانا قد اشترطت عليك حين جاءني سجل واعطيتني العهد على الوفاء ما فيه ، فاختلفا في ذلك فلم ينفذ معاوية للحسن من الشروط شيئا. (٢)
قال البدري :
اما أبو منيع فهو يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان عبيد الله بن أبي زياد أخا امرأة هشام بن عبد الملك من الرضاعة وهي عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية ، هو عبيد الله بن أبي زياد الرصافي مولى بني أمية (٣) ، ويهمنا ترجمته وهي كما يلي :
__________________
نيف وثمانين سنة أسود شعر الرأس أبيض وكان ذا جمة وكان الحجاج يكنى أبا محمد وقال الحجاج في جمادي الأولى سنة ست عشرة ومائتين أنا اليوم ابن ست وسبعين سنة.
(١) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ص ٢٦٣.
(٢) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ص ٢٧٢.
(٣) ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٧ ص ٤٧٤.