سفيان بن عيينه كان قد ولد سنة ١٠٧ هـ وكان عمره يوم توفي الباقر عليهالسلام سنة ١١٤ سبع سنوات ، اما زرارة فقد كان عمره آنذاك اربعا وثلاثين سنة ، ولم ينقل لنا الرواة عن ابن عيينة انه نقل قوله فيه ذاك في زرارة عن آخرين. وبذلك يسقط قوله ويكون هو المتهم به محاولة منه في تطويق عَلَم من اعلام الرواية عن أهل البيت عليهمالسلام.
قال بعض الباحثين المعاصرين وقع بعنوان (زرارة) في اسناد كثير من الروايات تبلغ ألفين وأربعة وتسعين مورداً وقد جمعها في كتاب سماه مسند زرارة بن اعين ورتبها على أبواب العقائد والفقه.
وبلغت رواته عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ألف ومائتين وستة وثلاثين مورداً بل تزيد. (١)
قال ابن حزم فهذا يدل على انه (أي زرارة) رجع عن التشيع.
أقول : لقد اخطأ ابن حزم خطأين.
الأول : في عبد الله الافطح حسبه بن محمد الباقر عليهالسلام بينما هو ابن جعفر الصادق عليهالسلام.
والثاني : ان زرارة كان ممن قدم إلى المدينة ولقي الافطح فان الذي قدم المدينة هو عبيد بن زرارة وكان قدمها ليسأل من الامام الكاظم هل يجوز لزرارة ان يظهر أمر الكاظم عليهالسلام أم يعمل بالتقية (٢).
روى البسوي قال حدثنا سفيان قال : قال : ابن السماك : اردت الحج فقال لي زرارة بن اعين اخو عبد الملك بن اعين : إذا لقيت جعفر بن محمد فأقرئه مني السلام وقل له : اخبرني في الجنة أنا أم في النار؟ قال : فلقيت جعفر بن محمد فقلت له : يا ابن رسول الله اتعرف زرارة بن اعين؟ قال : نعم رافضي خبيث. قال : قلت : انه يقرئك السلام ويقول : اخبرني في الجنة أنا أم في النار؟ قال : فأخبره انه في النار. ثم قال : وتعلم من أين عملت انه رافضي انه يزعم اني اعلم الغيب ، ومن زعم ان احداً يعلم الغيب لا الله عز وجل فهو كافر ، والكافر في النار.
قال : فلما قدمت الكوفة جاءني مع الناس يسلمون عليَّ ، فقال ما فعلت في
__________________
(١) بشير المحمدي ، مسند زرارة ص ٣٠ ـ ٣١.
(٢) بحثنا ذلك مفصلا في كتابنا شبهات وردود الحلقة الأولى الفصل الرابع.