منهما والمؤمنون. فإذا بلغكم كتابي هذا فاقبلوا ، فإنّا صائرون إلى عدوّنا وعدوّكم ، ونحن على الأمر الذي كنّا عليه ، والسلام » (١).
كان المترقّب من الخوارج إجابة علي عليهالسلام والخروج معه إلى قتال معاوية لأّنهم هم الذين كانوا يقولون لعلي عليهالسلام : « تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك ، واخرِج بنا إلى عدوّنا نقاتلهم حتى نلقى ربّنا » (٢).
ولكنّهم ـ يا للأسف ـ لم يستجيبوا إلى دعوة علي عليهالسلام وكتبوا إليه : « أمّا بعد فإنّك لم تغضب لربّك ، إنّما غضبت لنفسك ، فإن شهدت على نفسك بالكفر ، واستقبلت التوبة ، نظرنا بيننا وبينك وإلاّ فقد نابذناك على سواء. إنّ الله لايحبّ الخائنين ». فلمّا قرأكتابهم آيس منهم فرأى أن يدعهم ويمضي بالناس إلى أهل الشام حتّى يلقاهم فيناجزهم ، فنزل بالنخيلة ، وقام فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : أمّا بعد فإنّه من ترك الجهاد في الله ، وادهن في أمره كان على شفا هلكة ، إلاّ أن يتداركه الله بنعمة ، فاتّقوا الله وقاتلوا من حادّ الله وحاول أن يطفىء نور الله. قاتلوا الخاطئين ، الضالّين ، القاسطين ، المجرمين ، الذين ليسوا بقرّاء للقرآن ، ولا فقهاء في الدين ، ولا علماء في التأويل ، ولا لهذا الأمر بأهل في سابقة الإسلام ، والله لو ولّوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل. تيسّروا وتهّيؤا للمسير إلى عدوّكم من أهل المغرب ، وقد بعثنا إلى اخوانكم من أهل البصرة ليقدموا عليكم ، فإذا قدموا فاجتمعتم شخصنا إن شاء الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله (٣).
ثمّ إنّه لّبى دعوته من البصرة وحوالي الكوفة جمع كبير وقد اجتمع تحت
__________________
١ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ٥٧.
٢ ـ المصدر نفسه ٥٢.
٣ ـ المصدر نفسه ٥٨.