خلق الجنّة وبرأ النسمة أنّه لعهد النبيّ الاُميّ إليّ لايحبّني إلاّ مؤمن ولايبغضني إلاّ منافق (١).
وروى الإمام أحمد في فضائل الصحابة عن زرّ بن حبيش ، عن علي قال : عهد النبي إليّ أنّه لايحبّك إلاّ مؤمن ولايبغضك إلاّ منافق (٢).
ورواه النسائي في خصائصه بعدّة طرق (٣).
ورواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه بأسانيد تربو على ١٨ طريقاً (٤).
وعلى ضوء ذلك فهؤلاء محكومون بالنفاق والخلود في النار ، فيشملهم قول النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في شأن ذي الخويصرة الذي كان في الرعيل الأوّل من المحكّمة : فإنّه سيكون له شيعة يتعمّقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرميّة (٥).
روى المبرّد في الكامل أنّ عليّاً (رضي الله عنه) وجّه إلى رسول الله مذهّبة من اليمن فقسّمت أرباعاً فأعطى ربعاً للأقرع بن جالس المجاشعي ، وربعاً لزيد الخيل الطائي ، وربعاً لعيينة بن حصن الغزاري ، وربعاً لعلقمة بن علاثة الكلابي ، فقام إليه رجل مضطرب الخلق غائر العينين ناتئُ الجبهة فقال : لقد رأيت قسمة مااُريد بها وجه الله ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى تورّد خداه ، ثم قال : أيأمنني الله عزّوجلّ على أهل الأرض ولاتأمنوني؟ فقام إليه عمر فقال : أقتله يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّه سيكون من
__________________
١ ـ مسلم : الصحيح ١ ، كتاب الايمان ٦٠.
٢ ـ أحمد بن حنبل : المسند ١ / ١٢٧. الحديث ٩٤٨ ، وفضائل الصحابة ٢ / ٥٦٣ ، ونقله في كتابه الأخير في غير واحد من المواضع ، لاحظ الأحاديث ٩٧٩ ، ١٠٥٩ ، ١٠٨٦ ، ١١٤٦.
٣ ـ الحافظ أبو عبدالرحمان النسائي : الخصائص ١٨٧.
٤ ـ ابن عساكر : تاريخ مدينة دمشق ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ٢ / ١٩٠ ـ ١٩٩.
٥ ـ ابن هشام : السيرة النبوية ٤ / ٤٩٦. ابن الأثير : الكامل ٢ / ١٦٤.