ضئضىء هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية تنظر في النصل فلاترى ، شيئاً ، وتنظر في الرصاف فلاترى شيئاً ، وتتمارى في الفوق (١).
إنّ المحكّمة الاُولى كفّروا من طهّره الله سبحانه في كتابه وقال : ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبُ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويطَهَركُمْ تَطْهِيراً ) (٢) وقد اصفقت الاُمّة إلاّ الشواذ من الخوارج كعكرمة على نزول الآية في حقّ العترة الطاهرة ، هذا هو مسلم يروي في صحيحة عن عائشة ، قالت : خرج النبي غداة وعليه مرط مرجّل من شعر أسود وجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين بن علي فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) (٣).
وروى إمام الحنابلة في مسنده نزول الآية في شأن الخمسة الطاهرة ، فمن أراد فليرجع إلى مظانّه (٤).
إلى غير ذلك من الآيات النازلة في حقّ أهل البيت.
أفيصحّ لنا الحكم باسلام من يكفّر ويبغض ويقاتل من طهّره الله في نصّ كتابه ، ومحكم ذكره؟
ولأجل ذلك فالمحكّمة الاُولى محكومون بالكفر والنفاق وإن افترضنا أنّهم اكتفوا بانكار التحكيم فقط ، ولم يستعرضوا المسلمين بالسيف ولم يقتلوا النساء ولا الأطفال ولاكفّروا المسلمين.
وفي كلمات أئمّة أهل بيت اشارة إلى هذا النوع.
__________________
١ ـ المبرّد : الكامل ٢ / ١٤٢.
٢ ـ الأحزاب : ٣٣.
٣ ـ مسلم : الصحيح ٧ / ١٣٠.
٤ ـ أحمد بن حنبل : المسند : ٤ / ١٠٧ و ٦ / ٢٩٢ ، ٢٩٦ و ٣٢٣.