علت الأصوات من قبل الأشتر وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق ودلائل الخذلان والادبار لأهل الشام فقال القوم لعلي عليهالسلام : والله ما نراك أمرته إلاّ بالقتال ، قال علي عليهالسلام : أرأيتموني ساررت رسولي إليه؟ أليس إنّما كلّمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون؟ قالوا : فابعث إليه فليأتك ، وإلاّ فوالله اعتزلناك ، فقال الإمام : ويحك يا يزيد قل له اقبل فإنّ الفتنة قد وقعت ، فأتاه فأخبره.
فقال الأشتر : أبرفع هذه المصاحف؟ قال : نعم ، قال : أما والله لقد ظننت أنّها حين رفعت ستوقع خلافاً وفرقة أنّها من مشورة ابن النابغة ، ثم قال ليزيد بن هاني : ويحك ألاترى إلى الفتح؟ ألاترى إلى مايلقون؟ ألاترى إلى الذي يصنع الله لنا؟ أينبغي أن ندع هذا وننصرف له؟.
فقال له يزيد أتحبّ أنّك ظفرت ها هنا وأنّ أمير المؤمنين بمكانه الذي هو فيه يفرج عنه ، ويسلّم إلى عدوّه؟ قال : سبحان الله ، لاوالله الا أحبّ ذلك ، قال : فانّهم قد قالوا له وحلفوا عليه لتُرسِلن إلى الاشتر فليأتينّك أو لنقتلنّك بأسيافنا كما قتلنا عثمان ، أو لنسلّمنّك إلى عدوّك.
فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم ، فصاح : يا أهل الذل والوهن ، أحين علوتم القوم وظنّوا أنّكم قاهرون ، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها؟ وقد والله تركوا ما أمر الله به فيها ، وتركوا سنّة من أنزلت عليه ، امهلوني فواقاً ، فإنّي قد أحسست بالفتح؟ قالوا : لا نُمْهلك ، فقال : أمهلوني عدوة الفرس ، فإنّي قد طمعت في النصر؟ قالوا : إذاً ندخل معك في خطيئتك.
فسّبوه وسبّهم ، وضربوا بسياطهم وجه دابّته ، وضرب بسوطه وجوه دوابهم وصاح عليّ عليهالسلام بهم فكفّوا ، وقال الأشتر يا أميرالمؤمنين احمل الصف على الصف ، يصرَع القوم ، فتصايحوا : إنّ أمير المؤمنين قد قبل الحكومة