وفي مكاتبة علي بن يقطين : «تمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا» (١) إلّا أنّ جريها مجرى التقيّة يوهن الاستشهاد بها.
بل ينبغي أن يكون كلّ مرّة بكفّ ، لكونه آكد في المبالغة المأمور بها ، وأبلغ في التنظيف المطلوب منهما ، بل لعلّه المنساق إلى الذهن من الأمر بالتثليث.
ويؤيّده الأمر بإسباغ الوضوء ، واستحباب كونه بمدّ.
ثمّ لا يخفى عليك أنّ هذه الخصوصيّات كلّها من قبيل تعدّد المطلوب ، إذ لا داعي في تقييد المطلقات في المستحبّات بمقيّداتها ، لعدم التنافي ، بل لا يبعد القول باستحباب المضمضة والاستنشاق مطلقا ولو لغير الوضوء ، لعدم التنافي بين المطلقات ومقيّداتها ، والله العالم.
(و) الثامنة : (الدعاء) بالمأثور (عندهما) أي عند المضمضة والاستنشاق ، يعني بعد المجّ والجذب ، (و) كذا (عند غسل الوجه و) عند غسل كلّ واحد من (اليدين ، وعند مسح الرأس ، و) كذا عند مسح (الرّجلين) لما رواه الصدوق مرسلا ، والكليني عن عبد الرحمن بن كثير ، والشيخ عن عبد الله بن كثير الهاشمي مولى محمد بن علي عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «بينا أمير المؤمنين عليهالسلام ذات يوم جالس مع محمد بن حنفية إذ قال له : يا محمد ايتني بإناء من ماء أتوضّأ للصلاة ، فأتاه محمد بالماء فأكفاه بيده اليمنى على يده اليسرى (٢) ، ثمّ قال : بسم الله وبالله
__________________
(١) الإرشاد ـ للمفيد ـ ٢ : ٢٢٧ ، الوسائل ، الباب ٣٢ من أبواب الوضوء ، الحديث ٣.
(٢) عن التهذيب فأكفى بيده اليسرى على يده اليمنى. (منه قدس سرّه).