قال الراوي : قلت لها : في حياته وحياتك؟ قالت : «نعم وبعد موتنا» (١).
واختلف في قبرها ، فقيل : إنّه في الروضة بين القبر والمنبر (٢) ، وروي في بيتها الّذي في المسجد الآن (٣) ، وروي في البقيع. قال الشيخ : والروايتان الأولتان متقاربتان ، والأفضل زيارتها في الموضعين ، ومن قال : إنّها دفنت في البقيع فبعيد من الصواب (٤). قال ابن بابويه : والصحيح عندي انّها دفنت في بيتها (٥).
٢٦٥٢. الثالث : عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أمير المؤمنين عليهالسلام ، كنيته أبو الحسن ، ولد بمكّة في نفس الكعبة يوم الجمعة لثلاثة عشر ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة (٦) ، وقبض عليهالسلام قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وله يومئذ ثلاث وستون سنة.
وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. وهو أوّل هاشميّ ولد في الإسلام من هاشميّين ، وقبره بالغريّ من نجف الكوفة ، وفي زيارته فضل كثير ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للحسين عليهالسلام وهو في حجره وقد سأله يا أبة ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال :
«من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ، ومن أتي أباك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن أتي أخاك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن
__________________
(١) التهذيب : ٦ / ٩ برقم ١٨.
(٢) اختاره الشيخ المفيد في المقنعة : ٤٥٩.
(٣) ذهب إليه الصدوق في الفقيه : ٢ / ٣٤١.
(٤) التهذيب : ٦ / ٩ ؛ المبسوط : ١ / ٣٨٦.
(٥) الفقيه : ٢ / ٣٤١ في ذيل الحديث ١٥٧٥.
(٦) في «أ» : «بثلاثين سنة من الهجرة» والصحيح ما في المتن.