النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فضحك حتى بدت نواجذه ، من قضاء علي ـ عليهالسلام ـ. روى ذلك الخطيب البغدادي في كتاب «الفقيه والمتفقّه». (١)
وقد اعتبر علي ـ عليهالسلام ـ في هذا الحكم أنّه بالنسبة للقارع بمنزلة الإتلاف للآخرين ، كمن أتلف رقيقاً بينه وبين شريكين له ، فإنّه يجب عليه ثلثا القيمة لشريكيه ، فإتلاف الولد الحر بحكم القرعة ، كإتلاف الرقيق الذي بينهم.
٢. روى مسلم ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه انّ رجلاً أتى عمر ، فقال : إنّي أجنبت فلم أجد ماء؟ قال : لا تصلّ ، فقال عمار : ما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية ، فأجنبنا فلم نجد ماء ، فأمّا أنت فلم تصلّ ، وأمّا أنا فتمعكت في التراب وصليت.
فقال النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : إنّما يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ، ثمّ تنفخ ، ثمّ تمسح بهما وجهك وكفيك.
فقال عمر : اتّق الله يا عمار ، قال : إن شئت لم أُحدّث به. (٢)
أحاديث الاقتداء بالصحابة
قد ذكرنا انّ ابن قيم الجوزية استدلّ على أنّ رأي الصحابة والتابعين حجّة بأنفسهما ، واستدل على ذلك بوجوه كثيرة لا دلالة فيها لما يروم إليه. وإليك بعض ما استدلّ به من الروايات :
١. ما رواه الترمذي من حديث الثوري ، عن عبد الملك بن عمير ، عن هلال مولى رِبْعي بن حِرَاش ، عن رِبْعي ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «اقتدوا
__________________
(١) أعلام الموقعين : ١ / ٢٠٣.
(٢) صحيح مسلم : ١ / ١٩٣ ، باب التيمّم.