تفقه بالمدرسة النّظامية ، وأقام بها مدة وسمع بها من أبي محمد ابن الخشّاب وغيره.
وذكره أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب الأصبهاني ، كاتب أمراء الشّام في كتابه المسمّى «بخريدة القصر في ذكر شعراء العصر» وذكر أنّه مدح صلاح الدّين يوسف بن أيّوب ملك الشّام بقصيدة ، وكتب بها إليه.
قلت : ولم يكن مشهورا بين أهل الفضل ببغداد. رأيته ولم تكن تحمد طريقته ، سامحنا الله وإياه.
١٣٣١ ـ الحسين (١) بن هدّاب بن محمد بن ثابت ، أبو عبد الله المقرئ الضّرير ، يعرف بالنّوري ، منسوب إلى قرية تعرف بالنّوريّة من قرى الحلّة السّيفيّة من سقي الفرات.
قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى حين وفاته. وقرأ بها القرآن الكريم على جماعة منهم : أبو العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي الواسطي ، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي وغيرهما. وتفقّه على مذهب الشافعي رضياللهعنه.
ذكره القاضي عمر بن عليّ القرشي فيما رسمه من «التاريخ» ، فقال : كان عارفا بفقه الشافعي ، فهما بالنّحو واللّغة ، حافظا لدواوين كثيرة من شعر العرب ، ذا نزاهة وتصوّن ، متدينا ، منعكفا على إقراء القرآن ونشر العلم ، قال لي الشريف أبو الحسن الزّيدي : لم أر ضريرا مثله. حدّث بكتاب «الوقف والابتداء» لابن
__________________
(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١١٦٣ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥٥٥ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ٤٦ ، والمشتبه ٩٨ لكنه أخطأ فقال : «الحسين بن عبد الله» بدلا من «الحسين أبو عبد الله» وتعقبه لأجل ذلك العلامة ابن ناصر الدين في التوضيح ١ / ٦٣٤. وترجمه أيضا الصفدي في الوافي ١٣ / ٨٠ ، وفي نكت الهميان ١٤٥ ، وابن حجر في التبصير ١ / ١٧٨ ، والسيوطي في البغية ١ / ٥٤٢.