سمعت منه أناشيد له ولغيره ، وعلّقت عنه شيئا يسيرا ؛ سمعت أبا سليمان داود بن أحمد الدّاودي يقول : سمعت أبا يوسف يعقوب بن يوسف المقرئ يقول : رأيت أبا العز عبد المغيث بن زهير الحربيّ (١) في المنام بعد موته فقلت له : ما فعل الله بك؟ فأنشدني :
العلم يحيي أناسا في قبورهم |
|
قد مات قوم وهم في النّاس إحياء |
وأنشدني داود بن أحمد الضّرير لنفسه من جملة أبيات كتبها إليّ له :
ألم تر أنّ الدّهر للمرء مخلق |
|
كما أنّ غرب العضب (٢) مخلق غمده |
وما عزّ في الأيام من لم يكن له |
|
معين على كيد الزّمان وكدّه |
وما نال من دنياه ما رام وابتغى |
|
فتى مكّن الأعداء من حلّ عقده |
وما أدرك المسؤول من عاش بالمنى |
|
ولا بلغ المأمول إلّا بجدّه |
وإني بأعلام الرّجال لعالم |
|
ومن هو منهم مستحقّ لحمده |
توفّي داود الملهميّ في يوم الاثنين ثامن عشر محرم سنة خمس عشرة وست مئة بقرية تعرف بقرداباذ ، ودفن بالشّونيزي ، وقيل : بباب حرب ، رحمهالله وإيانا.
١٤٠٩ ـ داود (٣) بن عليّ بن عمر القزّاز ، أبو القاسم ، يعرف بابن صعوة (٤).
من أهل الحريم الطّاهريّ.
__________________
(١) كان عبد المغيث الحربي من كبار علماء الحنابلة المتمسكين بالسنة النبوية المشرفة ، وتوفي سنة ٥٨٣ ، وستأتي ترجمته في موضعها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
(٢) العضب : السيف.
(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٨.
(٤) قيده المنذري فقال : بفتح الصاد وسكون العين المهملتين وواو مفتوحة وتاء تأنيث.