سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وروى عنهم. وأصابه في آخر عمره نوع من السّوداء ، فامتنع من الرّواية ، وجئناه لنسمع منه فأبى ، فقال لنا أحمد بن أبي شريك الحربي : لا تسمعوا منه فقد تغيّر ، فتركناه. وكان قد أجاز لنا غير مرة قبل ذلك.
توفي ليلة السبت ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وخمس مئة ، ودفن يوم السبت بمقبرة باب حرب.
١٦٩٨ ـ عبد الله (١) بن محمد بن عليّ بن إبراهيم (٢) بن زبرج ، أبو المعالي بن أبي منصور ، يعرف بابن العتّابي.
كان أبوه من محلة العتّابيين ، أحد المحال الغربية من مدينة السلام فنسب إليها وقد تقدّم ذكرنا له (٣).
وهذا عبد الله تفقّه على مذهب الشافعي ، وكان من أولاد الأدباء ، وكان يحج في كلّ سنة عن الإمام المستضي بأمر الله رضياللهعنه إلى حين وفاته.
وسمع منه بعض طلبة الحديث شيئا من أمالي أبي محمد الجوهري بروايته له عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري بعد كره منه لذلك وامتناع ، وقال : إني لم أسمع من القاضي أبي بكر الأنصاري وما كنت في حياته في سنّ يصح لي منه سماع فلم يقبل منه الذين سمعوا هذا القول ، وحملوه
__________________
(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٠١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٠٠ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٥٦٦ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦٢ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٥٥.
(٢) في الأصل : «محمد» وهو خطأ بيّن ، والتصحيح من ترجمة أبيه إبراهيم ومن مصادر ترجمته.
(٣) الترجمة ٣٣٨.