بأعمال السّواد كنهر ملك ونهر عيسى بن عليّ وغير ذلك.
ولما أفضت الخلافة إلى سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام أبي العباس أحمد النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلد الله ملكه ـ شرّفه بتوليته النّيابة بديوان المجلس لخبره وسنّه ومعرفته وذلك في يوم الجمعة السادس من ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وخلع عليه بالتّاج الشّريف جبّة أبريسم بيضاء مصمت وبقيار قصب أبيض لأجل العزاء بالإمام المستضيء بأمر الله رضياللهعنه. وجلس بالتّاج منفّذا للمراسم الشّريفة وسائر أرباب الدّولة عنده. وبعد انفصال العزاء جلس بالدّيوان العزيز. ولم يزل على ذلك إلى أن عزل في سادس محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، فلزم بيته إلى أن توفي.
وكان فيه فضل ، ويحفظ القرآن المجيد. وقد قرأ شيئا من الفقه على أبي الوفاء بن عقيل ، وسمع منه ، ومن غيره.
ذكر أبو الحسن عليّ بن محمد البراندسي (١) أنّه سمع منه.
توفي يوم السّبت مستهل جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي بالجانب الغربي قريبا من قبر سمنون الصّوفي ، رحمهالله وإيانا.
١٥١٦ ـ سليمان بن أحمد بن محمد بن خميس الرّزّاز ، أبو داود بن أبي الفرج.
من أهل باب الأزج.
__________________
(١) منسوب إلى «براندس» قرية على نهر عيسى فوق المحول لم يذكرها ياقوت ، وهو علي بن محمد بن علي ابن الزيتوني البراندسي المتوفى سنة ٥٨٦ والآتية ترجمته في موضعها من هذا الكتاب ، وهو مترجم في تكملة المنذري ١ / الترجمة ١٠٦ ، وتاريخ ابن النجار ، الورقة ٧ (من مجلد باريس) ، وفي ذيل ابن رجب ١ / ٣٦٦ وغيرها كما في تعليقنا على التكملة.