وأعوذ بك من شرّ نفسي» (١).
سمعت أبا الحسن عليّ بن نصر بن هارون المقرئ يقول : سمعت شيخنا أبا الحسن صدقة بن الحسن بن وزير يقول من كلامه في الوعظ والتزم في كلّ كلمة حرف السّين : حسدك إبليس ، فسوّل لنفسك سوء سعيها ، فانتكست أسوأ انتكاس ، وتأسّدت آساد نفسك لافتراسك ، كتأسّد الهرماس ، سلّم سلمك ، وسر واستقم ، وأحسن كإحسان سمح مواس ، فساعات سنّك محسوبة وليس الحساب بمسح المواسي.
قال أبو الفرج صدقة بن الحسين الحدّاد في تاريخه : وتوفي صدقة بن وزير الواسطي ، يعني ببغداد ، يوم الخميس ثامن عشري ذي القعدة سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، وصلّي عليه بميدان الخيل داخل السّور ، ودفن برباطه بقراح القاضي.
١٥٧٥ ـ صدقة (٢) بن الحسين بن الحسن بن بختيار ، أبو الفرج النّاسح ، يعرف بابن الحدّاد.
تفقّه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمهالله على أبي الوفاء بن عقيل ، ثم من بعده على أبي الحسن عليّ بن عبيد الله ابن الزّاغوني. وسمع
__________________
(١) إسناده صحيح ، سعيد بن إياس الجريري وإن كان قد اختلط في آخر عمره لكن سماع حماد ابن سلمة منه قبل الاختلاط كما بيناه في «تحرير التقريب».
أخرجه ابن أبي شيبة ١٠ / ٢٨٢ ، وأحمد ٤ / ٢١٧ عن حسن بن موسى الأشيب ، به.
(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٧٦ ، وصيد الخاطر ٢٣٩ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٤٩ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٣٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٢٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٦٦ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٣١٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٩ ، والصفدي في الوافي ١٦ / ٢٩٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٨ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٣٣٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٦٠٨ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤٥.