الحدث منهما ، ومن أبي عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ، وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبي السّعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكّلي ، وغيرهم. وروى عنهم.
وكانت له معرفة حسنة بالفرائض والحساب وقسمة التّركات ، وعرف طرفا من علم الكلام والجدل ، وتكلّم في المسائل ، وأقرأ النّاس مدة ، وتخرّج به جماعة.
وكان مورّقا حسن الخطّ ، كتب الكثير ، ومعاشه من ذلك ، مقيما بمسجد بين عقد الحديد والبدرية المحروسة يؤمّ فيه في أوقات الصّلوات ويغشاه النّاس فيه.
سمع منه الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد العلوي الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وجماعة آخرون.
وكان شيخنا أبو الفرج عبد الرّحمن بن عليّ ابن الجوزي سيء الرأي فيه يطلق القول فيه بفساد المعتقد ورداءة المذهب ، والله أعلم بحاله (١).
وله تاريخ على السّنين بدأ فيه من محرم سنة سبع وعشرين وخمس مئة وجعله مذيّلّا على «تاريخ» أبي الحسن ابن الزّاغوني ، ذكر فيه الحوادث والوفيات إلى حين وفاته.
أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : أخبرنا أبو الفرج صدقة بن الحسين بن الحسن الحنبلي ، قال : أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا
__________________
(١) ذكر أبو الحسن القطيعي ، أول شيخ للحديث بالمدرسة المستنصرية ، فيما نقل عنه الحافظ ابن رجب أنه كان بينه وبين ابن الجوزي مباينة شديدة ، وكل واحد يقول في صاحبه مقالة الله أعلم بها. وقد أثنى عليه محدث بغداد محب الدين ابن النجار (الذيل ١ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠) ، فكلام ابن الجوزي فيه من كلام الأقران الذي لا يعتد به.