قدم بغداد في صباه ، وتفقّه بها على إلكيا أبي الحسن عليّ بن محمد الطّبري الهرّاسي بالمدرسة النّظامية ، وخدم مع الوزير أبي نصر أحمد ابن نظام الملك أبي عليّ الحسن بن عليّ الطّوسي واقف المدرسة النّظامية ببغداد ، فكان على ذلك سنين كثيرة ، وكان يسكن بدرب السّلسلة.
سمع من أستاذه أبي الحسن الطّبري ، وروى عنه شيئا يسيرا ، وكان يكتب خطّا حسنا.
توفي في ليلة الأربعاء ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ببغداد ، وصلّي عليه يوم الأربعاء بالمدرسة النّظامية ، وقد تقدّم في الصّلاة عليه شيخ الشّيوخ أبو القاسم عبد الرّحيم بن إسماعيل النّيسابوري وحضر جماعة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي إلى جانب تربة يارخ الخادم ، وكان قد أسنّ.
١١٨٤ ـ الحسن (١) بن سعيد بن أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البنّاء ، أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي غالب بن أبي علي.
من أهل الحربية ، من أولاد الشّيوخ الرّواة والنّقلة الثّقات الأثبات ، هو وأبوه وجدّه وجدّة أبيه.
سمع أبو محمد هذا جعفر بن أحمد السّرّاج ، وأبا غالب محمد بن الحسن البقّال ، وأبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش ، وأبا غالب شجاع بن فارس الذّهلي ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.
سمع منه الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد العلوي الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وقال لي
__________________
(١) ترجمه المنذري في وفيات سنة ٥٨١ من التكملة (الورقة ٨ من القطعة غير المنشورة) ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيصه ٤ / الترجمة ٧٧ نقلا من هذا الكتاب ، وترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٧٢ من تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٠٩ ، ثم أعاده في وفيات سنة ٥٨١ (١٢ / ٧٢٥) ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ٢٧٨.