بوّأتني منها أجلّ مبوّإ |
|
فلأخمصي مستوطن (١) الجوزاء |
وسما بها اسمي سائرا (٢) فأنا بما |
|
أسديت ذو الأسماء في الأسماء |
وأشدت ذكري في البلاد فلي بها |
|
طول الثّناء وإن أطلت ثوائي (٣) |
ولقومي الفخر المشيد بنيته |
|
يا حسن (٤) تشييد وحسن بناء |
فليهن هانيهم يد بيضاء ما |
|
إن مثلها لك من يد بيضاء |
حلّيت أبياتا لهم (٥) لخميّة |
|
تجلى على (٦) مضريّة غرّاء |
فليشمخوا أنفا بما أوليتهم |
|
يا محرز الآلاء بالإيلاء |
هذا (٧) ، بنيّ ، وصل الله سبحانه (٨) لك ولي بك علوّ المقدار ، وأجرى وفق أو فوق إرادتك أو (٩) إرادتي لك جاريات الأقدار! ما سمح (١٠) به الذهن الكليل ، واللسان الفليل ، في مراجعة قصيدتك الغرّاء ، الجالية السّراء (١١) ، الآخذة بمجامع القلوب ، الآتية (١٢) بجوامع المطلوب ، الحسنة المهيع (١٣) والأسلوب ، المتحلّية بالحلى السّنيّة (١٤) ، العريقة المنتسب في العلى الحسنيّة ، الجالية صدأ (١٥) قلوب ران عليها الكسل ، وخانها المسعدان السّؤل والأمل ، فمتى حامت المعاني حولها ، ولو أقامت حولها ، شكت ويلها وعولها ، وحرمت من فريضة الفضيلة عولها ، وعهدي بها والزمان زمان ، وأحكامه (١٦) الماضية أمانيّ مقضيّة وأمان ، تتوارد ألّافها ، ويجمع إجماعها وخلافها ، ويساعدها من الألفاظ كلّ سهل ممتع ، مفترق مجمع (١٧) ، مستأنس غريب ، بعيد الغور قريب ، فاضح الحلا ، واضح العلا ، وضّاح الغرّة والجبين ، رافع عمود الصبح المبين ، أيّد من الفصاحة بأياد ، فلم يحفل بصاحبي طيّ وإياد ، وكسي
__________________
(١) في النفح : «مستوطئ».
(٢) في الأصل : «سائر» والتصويب من النفح.
(٣) في الأصل : «ثواء» والتصويب من النفح.
(٤) في الأصل : «بأحسن» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٥) في النفح : «له».
(٦) في الأصل : «بحلا علا» والتصويب من النفح.
(٧) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٣٨٤ ـ ٣٨٧).
(٨) كلمة «سبحانه» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من النفح.
(٩) في النفح : «وإرادتي».
(١٠) في النفح : «ما سنح».
(١١) في الأصل : «الجالية للسّرّاء» ، والتصويب من النفح.
(١٢) في النفح : «الموفية».
(١٣) المهيع : الطريقة. لسان العرب (هيع).
(١٤) في الأصل : «الحسنية» والتصويب من النفح.
(١٥) في النفح : «لصدإ القلوب».
(١٦) في النفح : «وأحكامها».
(١٧) في النفح : «مجتمع».