حتى متى لا ترعوي وإلى متى؟ |
|
أو ما لقيت من المشيب نذيرا؟ |
أخشى عليك من الذّنوب فربما |
|
تلفى الصّغير من الذنوب كبيرا |
فانظر لنفسك إنني لك ناصح |
|
واستغفر المولى تجده غفورا |
من قبل ضجعتك التي تلقى لها |
|
خدّ الصّغار على التّراب حقيرا |
والهول ثم الهول في اليوم الذي |
|
تجد الذي قدّمته مسطورا |
وقال في المعنى (١) المذكور : [الوافر]
وأشفي (٢) الوجد ما أبكى العيونا |
|
وأشفي الدّمع ما نكأ الجفونا |
فيا ابن الأربعين اركب سفينا |
|
من التّقوى فقد عمّرت حينا |
ونح إن كنت من أصحاب نوح |
|
لكي تنجو نجاة الأربعينا |
بدا للشّيب (٣) في فوديك رقم |
|
فيا أهل الرّقيم ، أتسمعونا؟ |
لأنتم أهل كهف قد ضربنا |
|
على آذانهم فيه سنينا |
رأيت الشّيب يجري في سواد |
|
بياضا لا كعقل الكاتبينا |
وقد يجري السّواد على بياض |
|
فكان (٤) الحسن فيه مستبينا |
فهذا العكس يؤذن بانعكاس |
|
وقد أشعرتم لو تشعرونا |
نبات هاج ثم يرى حطاما |
|
وهذا اللّحظ قد شمل العيونا |
نذير جاءكم عريان يعدو |
|
وأنتم تضحكون وتلعبونا |
أخي ، فإلى (٥) متى هذا التّصابي؟ |
|
جننت بهذه الدنيا جنونا |
هي الدنيا وإن وصلت وبرّت |
|
فكم قطعت وكم تركت بنينا! |
فلا تخدعك (٦) أيام تليها |
|
ليال واخشها بيضا وجونا |
فذاك إذا نظرت سلاح دنيا |
|
تعيد حراك ساكنها سكونا |
وبين يديك يوم أيّ يوم |
|
يدينك فيه ربّ الناس دينا |
فإمّا دار عزّ ليس يفنى |
|
وإمّا دار هون لن يهونا |
فطوبى في غد للمتّقينا |
|
وويل في غد للمجرمينا |
__________________
(١) في الأصل : «المنى» وكذا لا معنى له.
(٢) في الأصل : «إشف» وكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «الشيب» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٤) في الأصل : «فكأنّ» ، وكذا لا يستقيم الوزن.
(٥) في الأصل : «إلى» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٦) في الأصل : «تخدعنك» ، وكذا ينكسر الوزن.