يا حادي العيس خذني مأخذا حسنا |
|
لا يستوي الضاديان (١) الرّيث (٢) والعجل |
لم يبق لي غير ذكر أو بكا طلل |
|
لو ينفع الباقيان الذّكر والطّلل |
يا ليت شعري ولا أنس ولا جذل |
|
هل يرفع الطّيّبان الأنس والجذل؟ |
ومن قوله على لسان ألثغ ينطق بالسّين ثاء ويقرأ بالرّويّين : [مخلع البسيط]
عمرت ربع الهوى بقلب |
|
لقوّة الحبّ غير ناكس ث |
لبثت فيه أجر ذيل النّ |
|
حول أحبب به للابس ث |
إن متّ شوقا فلي غرام |
|
نباته بالسّقام وادس ث |
أمّا حديث الهوى فحقّ |
|
يصرف بلواه كلّ حادس ث |
تعبت بالشّوق في حبيب |
|
أنا به ما حييت يائس ث |
يختال كالغصن ماس فيه |
|
طرف فأزرى بكلّ (٣) مائس ث |
دنيا تبدّت لكلّ وأي |
|
فهو لدنياه أيّ حارس ث |
يلعب بالعاشقين طرّا |
|
والكلّ راضون وهو عابس ث |
ومن شعره في الزهد يصف الدنيا بالغرور والكذب (٤) والزّور : [الكامل]
يا خاطب الدنيا ، طلبت غرورا |
|
وقبلت من تلك المحاسن زورا |
دنياك إمّا فتنة أو محنة |
|
وأراك في كلتيهما مقهورا |
وأرى السنين تمرّ عنك سريعة |
|
حتى لأحسبهنّ صرن شهورا |
بينا تريك أهلّة في أفقها |
|
أبصرتها في إثر ذاك بدورا |
كانت قسيّا ثم صرن دوائرا |
|
لا بدّ أن ترمي الورى وتدورا |
يأتي الظلام فما يسوّد رقعة |
|
حتى ترى مسطورها منشورا |
فإذا الصباح أتى ومدّ رداءه |
|
نفض المساء رداءه المنشورا |
يتعاقبان عليك ، هذا ناشر |
|
مسكا وهذا ناشر كافورا |
ما المسك والكافور إلّا أن ترى |
|
من فعلك الإمساك والتّكبيرا |
أمسى على فوديك من لونيهما |
|
سمة تسوم كآبة وبسورا |
__________________
(١) في الأصل : «الضّدّان» وكذا لا يستقيم الوزن ، والضادي : اسم فاعل ضادى ؛ يقال ضاداه أي ضادّه.
(٢) الرّيث : الإبطاء ، وهو ضد العجل.
(٣) في الأصل : «كل» وكذا لا يستقيم الوزن.
(٤) في الأصل : «والحذايح» وهو ما لا معنى له.