حوراء يرتاع الغزال إذا رنت |
|
بجفون خشف (١) في الخمائل رافع |
تتلو الكتاب بغنّة وفصاحة |
|
فيميل نحو الذّكر قلب السامع |
بسّامة عن لؤلؤ متناسق |
|
في ثغرها في نظمه متتابع |
أنفاسها كالرّاح فضّ ختامها |
|
من بعد ما ختمت بمسك رائع |
شمّاء دون تفاوت عربيّة |
|
ببسالة وشجاعة ومنازع |
غيداء كالغصن الرّطيب إذا مشت |
|
ناءت بردف للتعجّل مانع |
تخطو على رجلي حمامة أيكة |
|
مخضوبة تسبي فؤاد السامع |
ووصفن لي من حسنها وجمالها |
|
ما البعض منه يقيم عذر الخالع |
فدنوت واستأمنت بعد توحّشي |
|
وأطاع قلب لم يكن بمطاوع |
فحملنني نحو الوليّ وجئنني |
|
بالشّاهدين وجلد كبش واسع |
وبعرفه من نافع لتعادل |
|
والله عزّ وجلّ ليس بنافع |
فشرطن أشراطا عليّ كثيرة |
|
ما كنت في حملي لها بمطاوع |
ثم انفصلت وقد علمت (٢) بأنني |
|
أوثقت في عنقي لها بجوامع |
وتركنني يوما وعدن وقلن لي |
|
خذ في البناء ولكن بمرافع |
واصنع لها عرسا ولا تحوج إلى |
|
قاض عليك ولا وكيل رافع |
وقرعت سنّي عند ذاك ندامة |
|
ما كنت لو لا أن (٣) خدعت بقارع |
ولزمتني حتى انفصلت بموعد |
|
بعد اليمين إلى النهار الرابع |
فلو أنني طلّقت كنت موفّقا |
|
ونفضت من ذاك النكاح أصابعي |
لكن طمعت بأن أرى الحسن الذي |
|
زوّرن لي فذممت سوء مطامعي |
فنظرت في أمر البناء معجّلا |
|
وصنعت عرسا يا لها من صانع! |
وطمعت أن (٤) تجلى ويبصر وجهها |
|
ويقرّ عيني بالهلال الطّالع |
وظننت ذاك كما ذكرن ولم يكن |
|
وحصلت أيضا في مقام الفازع |
وحملنني ليلا إلى دار لها |
|
في موضع عن كل خير سامع |
دار خراب في مكان توحّش |
|
ما بين آثار هناك بلاقع |
فقعدت في بيت صغير مظلم |
|
ولا شيء فيه سوى حصير الجامع |
__________________
(١) الخشف : ولد الظّبي.
(٢) في الأصل : «وعلمت» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٣) كلمة «أن» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم الوزن.
(٤) في الأصل : «بأن» ، وكذا ينكسر الوزن.