يرحّل الليل يحيى بالصراخ فما |
|
يصدّه كلل عنه ولا ملل |
رأيته قد وهت (١) منه القوى فهوى |
|
للأرض فعلا يريه الشّارب الثّمل |
لو يفتدى بديوك الأرض قلّ له |
|
ذاك الفداء (٢) ولكن فاجأ الأجل |
قالوا الدّواء فلم يغن الدّواء (٣) ولم |
|
ينفعه من ذاك ما قالوا وما فعلوا |
أمّلت فيه ثوابا أجر محتسب |
|
إن قلت (٤) ذلك (٥) صحّ القول والعمل |
وأمره السلطان أبو عبد الله سادس الملوك النّصريين في بعض أسفاره ، وقد نظر إلى شلير (٦) ، وتردّى بالثلج وتعمّم ، وكمل ما أراد من بزّته وتمّم ، أن ينظم أبياتا في وصفه ، فقال بديهة (٧) : [الطويل]
وشيخ جليل القدر قد طال عمره |
|
وما عنده علم بطول ولا قصر |
عليه لباس أبيض باهر السّنا |
|
وليس بثوب أحكمته يد البشر |
وطورا (٨) تراه كلّه كاسيا به |
|
وكسوته فيها لأهل النّهى عبر |
وطورا تراه عاريا ليس يشتكي (٩) |
|
لحرّ (١٠) ولا برد من الشمس والقمر |
وكم مرّت الأيام وهو كما ترى |
|
على حاله لم يشك ضعفا ولا كبر |
فذاك (١١) شلير شيخ غرناطة التي |
|
لبهجتها في الأرض ذكر قد انتشر (١٢) |
بها ملك سامي المراقي أطاعه |
|
كبار ملوك الأرض في حالة الصّغر |
تولّاه ربّ العرش منه بعصمة |
|
تقيه مدى الأيام من كلّ ما ضرر |
نثره : ونثره كثير ما بين مخاطبات ، وخطب ، ومقطعات ، ولعب ، وزرديّات شأنها عجب. فمن ذلك ما خاطب به الرئيس أبا سعيد بن نصر يستجدي أضحية :
__________________
(١) في الأصل : «وهنت» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٢) في الأصل : «الفدا» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٣) في الأصل : «الدوا» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٤) في النفح : «نلت».
(٥) في الأصل : «ذاك» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٦) جبل شلير ، بالإسبانيةsierra nevada ، وهو أحد مشاهير جبال الأرض. راجع مملكة غرناطة في عهد بني زيري البربر (ص ٤٣) ففيه دراسة مفصلة عن هذا الجبل.
(٧) الأبيات في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٣٩ ـ ٢٤٠).
(٨) في النفح : «فطورا».
(٩) في النفح : «يكتسي».
(١٠) في النفح : «بحرّ».
(١١) في النفح : «وذاك».
(١٢) في النفح : «اشتهر».