فصل : فإن عطفت عليه معرفة لم يحز فيها النصب ؛ لأن (لا) لا تعمل في المعارف بل ترفعه على الموضع كقولك : لا غلام لك والعبّاس ، وكذلك إن ذكرت (لا) فقلت : (ولا العبّاس) ورفعه على الموضع.
فصل : ؛ فإذا كرّرت (لا) مع المعطوف جاز فيها عدّة أوجه (١) :
__________________
(١) إذا تكرّرت «لا» ب دون فصل نحو «لا حول ولا قوّة إلا بالله» فلك في مثل هذا التركيب خمسة أوجه :
(أحدها) فتح ما بعدهما ، (ووجهه أن تجعل «لا» فيهما عاملة كما لو انفردت ، ويقدر بعد ـ هما خبر لهما معا ، أي لا حول ولا قوة لنا ويجوز أن يقدر لكل منهما خبر) ، وهو الأصل نحو : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ) (الآية «٢٥٤» من سورة البقرة) بفتحهما بقراءة ابن كثير وأبي عمرو.
(الثاني) رفع ما بعدهما ، (ووجهه أن تجعل «لا» الأولى ملغاة لتكرّرها ، وما بعدها مرفوع بالابتداء ، أو على إعمال «لا» عمل ليس ، وعلى الوجهين ف «لنا» خبر عن الاسمين ، إن قدّرت «لا» الثانيه تكرارا للأولى ، وما بعدها معطوف ، فإن قدّرت الأولى مهملة والثّانية عاملة عمل ليس أو بالعكس ف «لنا» خبر عن إحداهما وخبر الأخرى محذوف) ، كالآية المتقدّمة في قراءة الباقين (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ) وقول عبيد الراعي :
وما هجرتك حتّى قلت معلنة |
|
لا ناقة لي في هذا ولا جمل |
برفع ناقة وجمل ، والمعنى : ما تركتك حتّى تبرأت منّي ، وقوله «لا ناقة لي ولا جمل» مثل ضربه لبراءتها منه.
(الثالث) فتح الأوّل ورفع الثّاني (ووجهه أنّ «لا» الأولى عاملة عمل «إن» و «لا» الثانية زائدة وما بعدها معطوف على محل «لا» الأولى مع اسمها ، ويجوز عند سيبويه أن يقدّر لهما خبر واحد ، وعند غيره لا بدّ لكلّ واحد من خبر) كقول هنيّ بن أحمر الكناني :
هذا لعمركم الصّغار بعينه |
|
لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب |
وقول جرير يهجو نمير بن عامر :
بأي بلاء يا نمير بن عامر |
|
وأنتم ذنابى لا يدين ولا صدر |
(«بأي» متعلق بمحذوف تقديره : بأي بلاء تفتخرون وأراد «بالذّنابى» الأتباع ، والمعنى لستم برءوس بل أتباع ، لا يدين لكم ولا صدر).
(الرابع) رفع الأوّل وفتح الثاني (ووجهه أن «لا» الأولى ملغاة ، أو عملها عمل ليس ، و «لا» الثانية عاملة عمل «إن» وتقدير الخبر في هذا الوجه كالذي قبله سواء على المذهبين) كقول أميّة بن أبي الصّلت :
فلا لغو ولا تأثيم فيها |
|
وما فاهوا به أبدا مقيم |
(اللغو : الباطل ، «التأثيم» من أثّمته : إذا قلت له أثمت ، والمعنى : ليس في الجنة قول باطل ولا تأثيم أحد لأحد).
(الخامس) فتح الأوّل ونصب الثاني (وجهه أن «لا» الأولى عاملة عمل «إن» و «لا» الثانية زائدة ، وما بعدها منصوب منون بالعطف على محلّ اسم «لا» الأولى.) كقول أنس بن العباس بن مرداس السلمي :