فصل في حذف الألف
القياس أن لا تحذف ؛ لأنها في غاية الخفّة وهي جارية مجرى النّفس لا تنقطع على مخرج ، وقد حذفت في الشّعر لإقامة الوزن والوجه في ذلك قلّة الاحتفال بها لفرط خفّتها وأنّ الفتحة تغني عنها وكأنّها ليست حرفا فمن ذلك قولهم : المعل في الشعر يريد المعلّى ولهف في لهفى وقال قوم أم والله يريدون أما والله ؛ لأنها يفتتح بها الكلام مثل ألا ، وقيل : معناها حقّا وفيه بعد وقالوا يا أبت يريدون الألف المصرّح به في قول الراجز :
يا أبتا علّك أو عساكا
وقالوا : يابن أمّ ، والأصل يابن أمّا محوّل عن يابن أمّي وكذلك يابن عمّ ، وقيل : لا حذف هنا بل ابن مركب مع أمّ مثل خمسة عشر وقالوا لم وبم فحذفوا الألف من ما الاستفهامية مع حرف الجرّ فرقا بينها وبين الخبريّة.