باب أبنية الأفعال (١)
الأفعال على ضربين : ثلاثية ورباعيّة ؛ فالثلاثيّة صحيحة ومعتلّة ، فالصحيحة على ثلاثة أمثلة : ضمّ العين وفتحها وكسرها ، فأمّا الفاء فلا تكون إلا مفتوحة إلّا أن تنقل إليها حركة العين فتضمّ أو تكسر ، فالضمّ كقولك في حسن : حسن بضمّ الحاء وإسكان السّين ، ويجوز فتح الحاء وإسكان السّين على التخفيف.
والكسرة لعب وشهد يجوز كسر الفاء وإسكان العين وكسر هما على الإتباع وفتح الأوّل وإسكان الثاني وهذا يكثر في حروف الحلق.
وأمّا فعل ما لم يسمّ فاعله فقد ذكر في بابه.
وأمّا الرباعيّة فلها مثال واحد وهو : فعلل ، وقد ذكر في أوّل التصريف.
فصل : وأمّا الثلاثيّ المعتلّ فعلى ثلاثة أضرب : معتلّ الفاء ومعتلّ العين ومعتلّ اللام.
الأوّل نحو : وعد وورد ومستقبله يعد بحذف الواو ، وقد ذكرنا علّته وما يرد عليه من الإشكالات في باب الحذف.
ومن المكسور العين : وجل يوجل ، وفيه أربع لغات ؛ أجودها : إثبات الواو لعدم علّة التغيير ، والثانية : إبدالها ألفا إيثارا للتخفيف ؛ لأنها لم تخفف بالحذف فخففت بالإبدال ، والثالثة : إبدالها ياء ، فقالوا : ييجل إيثارا للتّجانس ، والرابعة : كسر ياء المضارعة مع الياء الثانية إتباعا.
__________________
(١) لكلّ فعل ميزان يوزن به. والميزان يتألّف من ثلاثة أحرف ، وهي «الفاء والعين واللام». فيقال «كتب» على وزن «فعل» و «يكتب» على وزن «يفعل» و «اكتب» على وزن «افعل».
ويقال لأحرف «فعل» ميزان ، ولما يوزن بها «موزون».
ويسمى ما يقابل فاء الميزان من أحرف الموزون. «فاء الكلمة» ، وما يقابل عينه «عين الكلمة» ، وما يقابل لامه «لام الكلمة». فإن قلت «كتب» ، فتكون الكاف فاء الكلمة ، والتاء عينها ، والباء لامها.
ويجب أن يكون الميزان مطابقا للموزون حركة وسكونا وزيادة أحرف. فإن قلت «كرم» كانت على وزن «فعل». وإن قلت «أكرم» كانت على وزن «أفعل». وإن قلت «كسر» كانت على وزن «فعل» وإن قلت «انكسر» كانت على وزن «انفعل» وهلّمّ جرّا.
وكلّ ما يزاد في الموزون يزاد في الميزان هو بعينه ، إلا إن كان الزائد من جنس أحرف الموزون فيكرّر في الميزان ما يماثله ، فيقال في وزن عظّم «فعّل» ، وفي وزن أغرورق «إفعوعل» وفي وزن إحمارّ «افعالّ».