فصل : إذا تكّررت النعوت جاز حمل الجميع على الموصوف وهو الظاهر ، وجاز نصبها بإضمار أعني ورفعها على إضمار (هو) ، ودل هذا الإضمار على زيادة المدح والذّم ؛ لأنه يصير بذلك جملة مستقلة.
فصل : ويجوز عطف بعض الصفات على بعض تنبيها على زيادة المدح والذم كقولك : مررت بزيد الكريم والعاقل ، ف (الواو) تدلّ على أنّه المعروف بذلك.
باب عطف البيان
وهو أن تجري الأسماء الجامدة مجرى المشتقة في الإيضاح إذا كان الثاني أعرف من الاوّل كقولك : مررت بزيد أبي عبد الله ، إذا كان بالكنية أعر ، ف وبأبي عبد الله زيد إذا كان الاسم أعرف ، وليس هو ههنا ببدل ؛ لأنه كالموصوف في التعريف والتنكير وجميع ما ذكرناه في الصفة ، وليس البدل كذلك (١).
وفي بعض المواضع يجوز أن يكون عطف بيان وأن يكون بدلا ، وفي بعضها يتعين أحدهما كقولك : جاءني زيد أبو محمد يحتملها ، وفي قولك : يا أيّها الرجل زيد ، يتعين أن يكون عطف بيان ، وفي قولك : يا أخانا زيدا إن نصبت كان بيانا ، وإن أردت البدل ضممت : (زيدا) ؛ لأن حرف النداء يقدر عوده مع البدل.
__________________
(١) عطف البيان هو تابع جامد ، يشبه النّعت في كونه يكشف عن المراد كما يكشف النّعت. وينزّل من المتبوع منزلة الكلمة الموضّحة لكلمة غريبة قبلها ، كقول الراجز «أقسم بالله أبو حفص عمر».
(فعمر عطف بيان على«أبو حفص» ، ذكر لتوضيحه والكشف عن المراد به ، وهو تفسير له وبيان ، وأراد به سيدنا عمر بن الخطاب ، رضياللهعنه).
وفائدته إيضاح متبوعه ، إن كان المتبوع معرفة ، كالمثال السابق ، وتخصيصه إن كان نكرة ، نحو «اشتريت حليّا سوارا». ومنه قوله تعالى (أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ).
ويجب أن يطابق متبوعه في الإعراب والإفراد والتّثنية والجمع والتّذكير والتأنيث والتعريف والتنكير.
ومن عطف البيان ما يقع بعد «أي وأن» التّفسيريتين. غير أنّ «أي» تفسّر بها المفردات والجمل ، و «أن» لا يفسّر بها إلا الجمل المشتملة على معنى القول دون أحرفه. تقول «رأيت ليثا ، أي أسدا» و «أشرت إليه ، أي اذهب». وتقول «كتبت إليه ، أن عجّل بالحضور.