باب حدّ التصريف وفائدته
أمّا حدّه فهو تغيير حروف الكلمة الأصول بزيادة أو نقصان أو إبدال للمعاني المطلوبة منها وهذا يتعلّق بحدّ الاشتقاق ، وقد قال الرّماني : الاشتقاق اقتطاع فرع من أصل يدور في تصاريفه الأصل وهذا يحصل منه معنى الاشتقاق وليس بحدّ حقيقيّ (١).
فصل : وأمّا فائدة التصريف فحصول المعاني المختلفة المتشعبة عن معنى واحد والعلم به أهمّ من معرفة النحو في تعرّف اللغة ؛ لأن التصريف نظر في ذات الكلمة ، والنحو نظر في عوارض الكلمة.
فصل : واشتقاق التّصريف من صرفت الشيء إذا قلبته في الجهات فتصرف ، أي : قبل التصرّف ، وصرفته بالتخفيف فانصرف أي : قبل هذا الأثر.
فصل : وحروف الكلمة الأصول هي التي تلزم الكلمة في جميع تصاريفها إلّا لعارض ، ويقابل أوّلها بالفاء وثانيها بالعين وثالثها باللام ، فإن كانت رباعية أو خماسية كررت فيها اللام إلا أن يكون الأصليّ مكررا فإنّك تكرر ما يقابله في المثال الموضوع.
__________________
(١) التّصريف لغة التّغيير. ومنه تصريف الرياح ، أي تغييرها. واصطلاحا هو العلم بأحكام بنية الكلمة ، وبما لأحرفها من أصالة وزيادة وضحّة وإعلال وإبدال وشبه ذلك.
وهو يطلق على شيئين :
الأول : تحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة ، لضروب من المعاني كتحويل المصدر إلى صيغ الماضي والمضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول وغيرهما ، وكالنّسبة والتصغير.
والآخرك تغيير الكلمة لغير معنى طارئ عليها ، ولكن لغرض آخر ينحصر في الزيادة والحذف والإبدال والقلب والإدغام.
فتصريف الكلمة هو تغيير بنيتها بحسب ما يعرض لها. ولهذا التغيير أحكام كالصحّة والإعلال. ومعرفة ذلك كلّه تسمّى (علم التصريف أو الصّرف).
ولا يتعلّق التصريف إلا بالأسماء المتمكّنة والأفعال المتصرّفة. وأما الحروف وشبهها فلا تعلّق لعلم التصريف بها.
والمراد بشبه الحرف الأسماء المبنيّة والأفعال الجامدة ، فإنها تشبه الحرف في الجمود وعدم التصرّف.
ولا يقبل التصريف ما كان على أقل من ثلاثة أحرف ، إلا أن يكون ثلاثيّا في الأصل ، وقد غيّر بالحذف ، مثل ع كلامي ، وق نفسك ، وقل ، وبع». وهي أفعال أمر من وعى يعي ، ووقى يقي ، وقال يقول ، وباع يبيع» ، ومثل «يد ودم» ، وأصلها «يدي ودمو ، أو دمي».