فصل في الضّرب الثاني : وهو الزّيادة.
اعلم أنّهم يزيدون في الخطّ حروفا للفرق ، وكان ذلك يحتاج إليه قبل حدوث الشّكل والنقط ثم استمرّ أكثرهم عليه ، ومنهم من يقول يزاد للتوكيد.
فمما زيد للفرق كتابتهم (عمرا) بالواو في الرفع والجرّ إذا لم يضف ليفرّق بينه وبين عمر.
ومن ذلك كتابتهم (كفروا) وردوا بالألف لئلا تشتبه واو الجمع بواو العطف ثم طردوا ذلك في جميع واوات الجمع ، ومنهم من لا يكتبها البتة.
ومن ذلك زيادتهم الألف في (مائة) لئلا تلتبس ب (منه).
ومن ذلك (الربوا) تكتب بالواو لئلا تشتبه ب (الزنا).
ومن ذلك (الصلوة ، والزكوة ، والحيوة) تكتب بالواو إذا لم تضف ولا يقاس عليه اتباعا للمصحف.
فصل في القسم الثاني : وهو الحذف.
وهو كثير من ذلك (بسم الله) تكتب بغير ألف لكثرة الاستعمال ، فإن قلت : لاسم الله بركة ، أو باسم ربّك أثبت الألف.
ومن ذلك : (الرحمن) تكتب بلا ألف تخفيفا مع أمن اللّبس.
ومن ذلك : (الحرث والقسم) علمين يكتبان بغير ألف لكثرة الاستعمال ، فإن لم يكن فيهما ألف ولام أو كانا صفتين كتبا بالألف وكذا صالح ومالك وخالد تكتب أعلاما بغير ألف ، وإن لم يكن فيهما ألف ولام وتكتب بالألف صفات.
ومن ذلك : (إبرهيم ، وإسمعيل ، وهرون ، وسليمن ، ومعوية ، وسفين ، ومرون) فتكتب ذلك كلّه بغير الألف لاشتهارها وربّما كتبوا بعض ذلك بالألف ، فأمّا : (إسرافيل ، وميكائيل ، وإلياس) فتكتب بالألف ؛ لأنها لم تشتهر وأما : (السموات ، والصالحات) فتكتب بألف وبغير ألف.
فصل : وأمّا ألف (ابن) فتثبت في الخطّ في كل موضع إلا إذا كان ابن صفة مفردا واقعا بين علمين أو كنيتين على ما هو شرط فتح ما قبله في النداء ؛ فإنّه يكتب بغير ألف فعلى هذا تكتبه بالألف إذا كان مثنّى أو كان خبرا لمبتدأ.