فصل في القسم الأول
وهو على ضربين : إبدال وزيادة.
فالإبدال كجعل الألف ياء في الخط وهذا له شرطان :
أحدهما : أن تكون الكلمة ثلاثية آخرها ألف فلا تخلو تلك الكلمة من أن تكون مبهمة أو معربة فالمبهم مثل هذا ، وإذا والمعربة مثل العصا والرحى هذا في الأسماء فأمّا الأفعال الثلاثية نحو : رمى وغزا.
والثاني : أن تكون الألف مبدلة والضّابط فيه أنّ الألف إذا انقلبت عن واو كتبت ألفا وإن كانت منقلبة عن ياء كتبت ياء وإنما فرقوا بينهما لينبّهوا على أصل الحرف وجملة ما يستدلّ به ههنا على أصل الألف عشرة أشياء.
أحدها : التثنية ، فإن انقلبت الألف فيها واوا كتبت بالألف ، وإن انقلبت ياء كتبت بالياء فالأول نحو العصا تكتب بالألف ؛ لأنها عن واو لقولك : عصوان ، والثاني نحو : الفتى والهدى تكتب ياء كقولك : فتيان وهديان ، وأمّا الرحى فالأكثر في اللغة رحيان بالياء فعلى هذا تكتب الرحى بالياء ، ومنهم من يقول رحوان فيكتبها بالألف.
والثاني : من الأدلّة الجمع بالألف والتاء نحو : القنا والحصى فالقنا من الواو لقولهم :
قنوات فتكتب بالألف والحصى جمعه حصيات فتكتب بالياء.
والدليل الثالث : ما كانت عينه واوا وآخره ألف نحو الطّوى والشّوى يكتب بالياء لكثرة ما جاء من ذلك ولامه ياء ومن ههنا كتب الهوى المقصور بالياء وكذلك هو في الفعل نحو : طوي وشوي وهوي.
والدليل الرابع : ظهور الياء والواو في المستقبل نحو يرمي ويغزو ف (رمى) تكتب بالياء لكون الألف منقلبة عنها وغزا بالألف ؛ لأنها من الواو والدّليل الخامس : المصدر كقولك : الغزو والرّمي فمن ههنا تكتب غزا بالألف ورمى بالياء.
والدليل السّادس : أن تكون فاء الكلمة واوا ولامها معتلّة فلا تكون ألفها إلّا عن ياء فعلى هذا تكتب وفى ووعى بالياء.