فصل في إبدال النّون
النّون في (صنعاويّ) بدل وفيما أبدلت عنه وجهان :
أحدهما : الواو في صنعاويّ لشبه النّون بالواو في الغنّة ؛ ولذلك أدغمت فيها نحو : وّاقد ومن وّعد ورعد وّ برق وفي أنّ كلّ واحدة منهما ضمير الجمع نحو : قاموا وقمن ، وعلامة الجمع نحو : قاموا إخوتك وقمن جواريك ، وهي علامة الإعراب كنون الأمثلة الخمسة نحو يضربان وأخواتها والواو في أبوه والزيدون فالنّون إذن بدل من الواو والواو بدل من الهمزة والهمزة بدل من ألف التّأنيث.
والقول الثاني : النّون بدل من الهمزة ؛ لأنها أشبهت ألف التّأنيث في حمراء ؛ لأن ألف المدّ وألف التّأنيث في صنعاء كالألف والنّون في غضبان وسكران لاشتراكهما في منع الصّرف واختصاص أحدهما بالتأنيث واختصاص الآخر بالتذكير وفيه بعد وهذا القياس بعيد ؛ لأن النون لا تشبه الهمزة ولم تبدل منها في موضع آخر وهذا الأصل يشير إلى مسألة مختلف فيها وهي نون سكران وبابه فعند قوم ليست بدلا من شيء بل زيدت ابتداء كالألف التي قبلها وهذا هو الصحيح لما تقدّم.
وقال آخرون : هي بدل من همزة التأنيث كحمراء وبابها لما تقدّم من مشابهتها لها في باب مالا ينصرف وهذا بعيد لوجهين :
أحدهما : أنّ إبدال الحرف من الحرف إنّما يكون مع بقاء معنى الأصل والهمزة للتأنيث ونون غضبان تختصّ بالمذكّر وهما ضدّان ومنع الصرف حكّم يعلّل بالشّبه لا بالإبدال.
والثاني : أنّ النّون في حمدان وعمران تؤثّر في منع الصّرف وليست بدلا بل زيدت ابتداء كذلك ههنا.
مسألة : قد أبدلت النّون من اللّام في لعلّ في لغة بني تميم فقالوا لعنّ وإنّما جاز ذلك لوجهين :
أحدهما : قرب ما بين النون واللّام.
والثاني : كثرة اللّامات في لعلّ ففرّوا منها إلى النون وكانت النون ألين منها إذ كانت تشبه حرف المدّ.