باب الخطاب
حرف الخطاب الكاف في ذاك ، وقد دللنا على أنّها حرف في باب المعرفة فإن قيل : فكيف تثنّى وتجمع وهي حرف ، قيل : فيه جوابان :
أحدهما : أنّ ذلك ليس بتثنية ولا جمع بل صيغة وضعت لهما كما ذكرنا في أنتما وأنتم.
والثاني : أنّ الكاف في الأصل اسم مضمر ثمّ خلعت دلالة الاسمية عنها وبقيت لمجرّد الخطاب فبقي عليها اللفظ الذي كان لها وهي اسم وهذا يرجع إلى معنى الأوّل ؛ لأن الاسم المضمو لا يثنّى ولا يجمع على التحقيق.
فصل : ومقصود هذا الباب أنّك إذا سألت عن شيء جعلت أوّل كلامك للمسؤول عنه اهتماما به وجعلت آخره للمسؤول المخاطب فتفرد وتثنّى وتجمع وتؤنّث على حسب ذلك كقولك : كيف ذلك الرجل يا رجل ف (ذا) للغائب المسؤول عنه ، والكاف للمسؤول المخاطب فتفتحه في المذكر وتكسره في المؤنث وجميع ما يتصوّر من المسائل ستّ وثلاثون مسألة ، وهذا المقدار أدّت إليه القسمة الضروريّة لأنّك إذا سألت عن رجل كان في المخاطب ستّ مسائل وهي أن يكون المخاطب رجلا ورجلين ورجالا وامرأة وامرأتين ونساء فتقول كيف ذاك وذاكما وذاكم وذاك وذاكما وذاكنّ وإن كان المسؤول عنه رجلين فكذلك تقول كيف ذانك الرجلان يا رجل وكيف ذانكما وذانكم وذانك وذانكما وذانكنّ وإن كانوا رجالا قلت : أولئك وأولئكما وأولئكم وأولئك وأولئكما وأولئكن ، وإن كان المسؤول عنه امرأة قلت كيف تلك وتلكما وتلكم وتلك بكسر الكاف وتلكما وتلكنّ وكذلك كيف تانك وتانكما وتانكم وتانك وتانكما وتانكنّ ، وإن كانوا نساء كانت الإشارة بأولاء كالرجال فتقول : أولئك وأولائكما وأولئكم وأولئك وأولئكما وأولئكنّ والرجل وصف لذا أو بيان.