باب التمييز
وهو (١) تخليص الأجناس بعضها من بعض ، ويسمى البيان والتبيين والتفسير.
والممّيز : هو الاسم المحصل لهذا المعنى ، وهو على ضربين : جمع ومفرد ، فالجمع ضربان : مجرور ومنصوب ، فالمجرور : ما يضاف إليه العدد من ثلاثة إلى العشرة ويكون نكرة ومعرفة نحو : ثلاثة أثواب ، وثلاثة الأثواب ، ونبين علّة كونه جمعا في باب العدد إن شاء الله تعالى.
وأمّا المنصوب المجموع فالواقع بعد اسم الفاعل المجموع كقوله : (بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) [الكهف : ١٠٣] ، وأمّا المفرد فعلى ضربين ؛ أحدهما : منصوب وهو الواقع بعد : (أحد عشر) إلى : (تسعة وتسعين) ، والأصل في ذلك أن يأتي ب (من) والجمع المعرّف باللام كقولك : عشرون من الدراهم. ف (من) تجمع هنا التبعيض وبيان الجنس والألف واللام مع الجمع للاستغراق ، وكذلك المعنى ؛ لأن قولك : عندي عشرون مبهم في كلّ معدود وهي بعض ذلك المعدود ، ؛ فإذا أردت بيان جنسها قلت : (من الدراهم) و (من الغلمان) إلا أنهم حذفوا من والألف واللام واقتصروا على واحد منكر من الجنس لحصول الغرض به مع الاختصار.
فصل : والعامل في هذا الاسم : (عشرون) ونحوها ؛ لأنه أشبه اسم الفاعل المتعدّي ؛ لأنه مجموع بالواو والنون ، ونونه تسقط في الإضافة وهو مفتقر إلى الاسم الذي بعده فصار : (عشرون درهما) مثل : (ضاربون رجلا) فهو مشبه بالمفعول به (٢).
__________________
(١) التّمييز اسم نكرة يذكر تفسيرا للمبهم من ذات أو نسبة. فالأوّل نحو «اشتريت عشرين كتابا» ، والثاني نحو «طاب المجتهد نفسا».
والمفسّر للمبهم يسمّى تمييزا ومميّزا ، وتفسيرا ومفسّرا ، وتبيينا ومبيّنا ، والمفسّر يسمّى مميّزا ومفسّرا ومبيّنا.
والتّمييز يكون على معنى «من» ، كما أنّ الحال تكون على معنى «في». ؛ فإذا قلت «اشتريت عشرين كتابا» ، فالمعنى أنك اشتريت عشرين من الكتب ، وإذا قلت «طاب المجتهد نفسا» ، فالمعنى أنه طاب من جهة نفسه.
والتّمييز قسمان تمييز ذات (ويسمّى تمييز مفرد أيضا) ، وتمييز نسبة (ويسمّى أيضا تمييز جملة).
(٢) تمييز العدد الصّريح مجموع مجرور بالإضافة وجوبا ، من الثلاثة إلى العشرة ، نحو «جاء ثلاثة رجال ، وعشر نسوة» ، ما لم يكن التمييز لفظ مئة ، فيكون مفردا غالبا ، نحو «ثلاث مئة». وقد يجمع نحو «ثلاث مئين ، أو مئات». أما الألف فمجموع البتة ، نحو «ثلاثة آلاف».
واعلم أنّ مميّز الثلاثة إلى العشرة ، إنما يجرّ بالإضافة إن كان جمعا كعشرة رجال. فإن كان اسم جمع أو اسم جنس ، جرّ بمن. فالأول كثلاثة من القوم ، وأربعة من الإبل ، والثاني كستّة من الطّير ، وسبع من النّخل. قال ـ