باب عطف النسق
العطف : ليّ الشيء والالتفات إليه ، يقال : عطفت العود إذا ثنيته ، وعطفت على الفارس التفت إليه ، وهو بهذا المعنى في النحو ؛ لأنّ الثاني ملويّ على الأوّل ومثني إليه ؛ ولذلك قدّرت التثنية بالعطف والعطف بالتثنية (١).
فصل : ولا بدّ في عطف النسق من حرف يربط الثاني بالأوّل إذ كانا غيرين.
فصل : وقد وضعت له حروف تشرك بين الشيئين في العامل فمنها ما لا يفيد سوى التشريك ومنها ما يفيده مع غيره.
فصل : و (الواو) أصل حروف العطف ؛ لأنها لا تدل إلا على الاشتراك عند المحقّقين فأمّا : (الفاء) وغيرها فتدل على الاشتراك وشيء آخر فهي كالمركّب والواو كالمفرد والمفرد أصل للمرّكب وسابق عليه.
فصل : (الواو) لا تدلّ على الترتيب عند الجمهور ، وقالت شرذمة : تدلّ عليه.
وحجّة الأوّلين السماع والقياس فمن السماع قوله تعالى : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ) [البقرة : ٥٨] وقال في آية اخرى : (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) [الأعراف : ١٦١] والقصة واحدة ، وقال لبيد : [الكامل]
أغلي السباء بكلّ أدكن عاتق |
|
أو جونة قدحت وفضّ ختامها |
ف (الجونة) الدنّ ، و (قدحت) غرفت ، و (فضّ الختام) يكون قبل الغرف ، وهو كثير في القرآن والشعر ، وأمّا القياس فهو أنّ الواو تقع في موضع يمتنع فيه الترتيب وتمتنع من موضع يجب فيه الترتيب.
__________________
(١) عطف النسق وهو بالواو لمطلق الجمع وبالفاء للجمع والترتيب والمهلة والتعقيب وبثم للجمع والترتيب والمهلة وبحتى للجمع والغاية وبأم المتصلة وهي المسبوقة بهمزة التسوية أو بهمزة يطلب بها وبأم التعيين وهي في غير ذلك منقطعة مختصة بالجمل ، ومرادفة لبل وقد تضمن مع ذلك معنى الهمزة وبأو بعد الطلب للتخيير أو الإباحة وبعد الخبر للشك أو التشكيك أو التقسيم وببل بعد النفي أو النهي لتقرير متلوها وإثبات نقيضه لتاليها كلكن وبعد الإثبات والأمر لنفي حكم ما قبلها لما بعدها وبلا للنفي ولا يعطف غالبا على ضمير رفع متصل ولا يؤكد بالنفس أو بالعين إلا بعد توكيده بمنفصل أو بعد فاصل ما ولا على ضمير خفض إلا بإعادة الخافض.