باب البناء
حدّ البناء (١) لزوم آخر الكلمة سكونا أو حركة وهو ضدّ الإعراب والبناء بأوّل الكلمة وحشوها أشبه للزومه ، إلا أنّ آخر الكلمة إذا لزم طريقة واحدة صار كحشوها.
فصل : والبناء في الأصل وضع الشيء على الشيء على وصف يثبت كبناء الحائط ، ومنه سمّي كلّ مرتفع ثابت بناء كالسّماء ، وبهذا المعنى استعمله النحويّون على ما سبق.
فصل : والأصل في البناء السكون لوجهين (٢) :
أحدهما : أنّه ضدّ الإعراب ، والإعراب يكون بالحركات ، فضدّه يكون بالسكون.
والثاني : أنّ الحركة زيدت على المعرب للحاجة إليها ، ولا حاجة إلى الحركة في المبنيّ إذ لا تدل على معنى.
باب المعرب والمبنيّ
إنّما أخرا عن الإعراب والبناء ؛ لأنّهما مشتقان منه ، إذ كان الإعراب والبناء مصدرين والمشتق منه أصل للمشتق.
فصل : وليس في الكلام كلمة معربة لا معربة ولا مبنية عند المحقّقين ؛ لأن حدّ المعرب ضدّ حدّ المبني على ما سبق ، وليس بين الضّدّين هنا واسطة (٣).
__________________
(١) البناء لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لفظا أو تقديرا وذلك كلزوم هؤلاء للكسرة ومنذ للضمة وأين للفتحة.
(٢) قال ابن هشام في شرح شذور الذهب : شرعت في تقسيمه تقسيما غريبا لم أسبق إليه وذلك أنني جعلت المبنيّ على تسعة أقسام الأول المبني على السكون وقدمته لأنه الأصل والثاني المبني على السكون أو نائبه المذكور في الباب السابق وثنّيت به لأنه شبيه بالسكون في الخفة والثالث المبني على الفتح وقدمته على المبني على الكسر لأنه أخفّ منه والرابع المبني على الفتح أو نائبه المذكور في الباب السابق والخامس المبني على الكسر وقدمته على المبني على الضم لأنه أخفّ منه والسادس المبني على الكسر أو نائبه المذكور في الباب السابق والسابع المبني على الضم والثامن المبني على الضم أو نائبه والتاسع ما ليس له قاعدة مستقرة بل منه ما يبنى على السكون وما يبنى على الفتح وما يبنى على الكسر وما يبنى على الضم.
(٣) ليس في الكلام كلمة لا معربة ولا مبنية وذهب قوم إلى ذلك فقالوا في المضاف إلى ياء المتكلم نحو : غلامي وداري هو لا معرب ولا مبني.