قياس لو ساعده سماع وعندي فيها قول حسن وهو أن يكون هنّ أضيف إلى ياء المتكلّم فصارت هني مثل أبي ثم نادى فأبدل من الكسرة فتحة وأبدل الياء ألفا إمّا لالتقاء السّاكنين ، وإمّا لتحركها وانفتاح ما قبلها كما ذكرنا في قولك : يا غلاماه وهذا شيء لم أجده عنهم وهو قياس قولهم : في نظائره.
إبدال الهاء من الألف
قالوا في أنا : أنه ، لقرب ما بين الهاء والألف في الخفاء والمخرج حتى قال الأخفش : إنّهما من مخرج واحد ، وقالوا : هنه ، والأصل : هنا.
وقالوا : الأصل في مهما : (ماما) فأبدلوا من الألف الأولى هاء في أحد القولين ، وقد ذكر في حروف الشّرط ، وقد جاء في الشرط بعد مه نريد بعد ما.
وقد أبدلوا الهاء من تاء التأنيث في الأسماء نحو : شجرة وقائمة ليفرقوا بين الوصل والوقف.
فصل في إبدال الطّاء من التّاء
إذا كانت فاء افتعل حرف إطباق وحروف الإطباق أربعة : الصّاد والضّاد والطّاء والظّاء قلبت التاء طاء فمنها ما ليس فيه إلّا لغة واحدة وهي الطّاء نحو : اطّلع ، ومنها ما فيه لغتان وهي الصّاد نحو : اصطلح واصّلح ، ومنها ما فيه ثلاث لغات وهي : الظّاء ، نقول : اظطلم اظلم واطّلم.
وأمّا الضّاد ففيها لغتان تقول في افتعل من الضّرب اضطرب واضّرب والعلّة في قلب التّاء طاء أنّ حروف الإطباق مستعلية مجهورة والتّاء متسفّلة مهموسة والجمع بينهما شاقّ على اللسان فحوّلوا التاء طاء ؛ لأنها من مخرجها والطّاء مجانسة لبقيّة حروف الإطباق.
فأمّا من قال : اصّلح ، فأبدل من الطاء صادا وأدغم ليكون العمل من وجه واحد ولم يمكن قلب الصّاد تاء لئلا تبطل قوّة المستعلية وجهرها ولا طاء لأمرين :
أحدهما : أنّ الطّاء أخت التّاء في المخرج ، وقد تجنّبوا قلبها إليها فكذلك ما يقرب منها.
والثاني : أنّه كان يلتبس بما فاؤه طاء.