باب البدل
معنى البدل (١) : إقامة حرف مقام حرف آخر والغرض منه التخفيف وموضع البدل موضع المبدل منه بخلاف العوض فإنّه في غير موضع المعوّض منه كتعويضهم تاء التأنيث في عدّة وزنة من فاء الكلمة التي هي واو وكالهمزة في اسم فإنّها عوّضت من لام الكلمة التي هي واو فإن قيل : لم فرّقوا بين العوض والبدل فيما ذكرت البدل في اللغة من جنس المبدل منه يقام مقامه والعوض جزاء الشّيء ، وقد يكون من غير جنسه ألا ترى أنّ الثّواب والعقاب على الفعل تسمّى عوضا ويقال عوّضه الله من ولده مالا أو علما.
فصل : والبدل على ضربين مقيس وغير مقيس.
فغير المقيس كإبدالهم الياء من الباء في الأرانب فقد قالوا : الأراني وإبدال من السين في سادس فإنهم قالوا : سادي.
وأمّا المقيس فضربان أيضا : لازم مطّرد ولازم غير مطّرد.
فالأوّل : ما أبدل لعلّة ؛ فإنّه لازم حيث وجدت العلّة ما لم يمنع منه مانع كإبدال الواو والياء ألفا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما.
واللازم غير المطّرد نحو : إبدال الياء من الواو في أعياد.
وأمّا ما ليس بلازم ولا مطّرد فهو الجائز ، كإبدالهم الواو همزة في وشاح ووعاء فإنّه جائز غير مطّرد ألا ترى أنهم إذا علّلوا الإبدال بكسر الواو بطل عليهم ب (ورد وقر) وغير ذلك ممّا لا يجوز فيه الإبدال مع وجود العلّة وعدم المانع.
فصل في حروف البدل
وهي أحد عشر منها ثمانية من حروف الزّيادة تسقط منها السين واللام ، ويزاد عليها ثلاثة من غيرها وهي الدّال والطاء والجيم وسيأتي ذلك حرفا فحرفا إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) الإبدال إزالة حرف ، ووضع آخر مكانه. فهو يشبه الإعلال من حيث أنّ كلّا منهما تغيير في الموضع إلا أنّ الإعلال خاصّ بأحرف العلّة ، فيقلب أحدها إلى الآخر ، كما سبق. وأما الإبدال ، فيكون في الحروف الصحيحة ، بجعل أحدهما مكان الآخر ، وفي الأحرف العليلة ، بجعل مكان حرف العلّة حرفا صحيحا.