باب النّسب (١)
ويسمّى إضافة ومعناها أن يضيف شيئا إلى بلد أو قبيلة أو صناعة إضافة معنويّة كقولك : مكيّ وتميميّ وإنّما سمّي نسبا لأنّك عرّفته بذلك كما تعرّف الإنسان بآبائه.
فصل : وإنّما زيد على الاسم في النّسب حرفان لنقله إلى المعنى الحادث كتاء التأنيث وعلامة التثنية والجمع وإنّما زيدت الياء دون غيرها من حروف المدّ لأوجه :
أحدها : أنّ الواو والألف لو زيد أحدهما لم يبقلفظه من أجل الإعراب والياء يبقى لفظها معه.
والثاني : أنّ علامة النّسب تشبه علامة التأنيث لما نبيّنه من بعد والياء أشبه بتاء التأنيث.
والثالث : أنّ الياء أخفّ من الواو والألف لو زيدت لصار كالمقصور.
فصل : وإنّما كانت مشددة لأمرين :
أحدهما : أنّها إذا شدّدت احتملت الإعراب ، وإذا كانت واحدة لم تحتمله إذا تحرّك ما قبلها.
__________________
(١) النسبة هي إلحاق آخر الاسم ياء مشدّدة مكسورا ما قبلها ، للدّلالة على نسبة شيء إلى آخر.
والذي تلحقه ياء النسبة يسمّى منسوبا كبيروتيّ ودمشقيّ وهاشميّ.
(وفي النسبة معنى الصفة ، لأنك إذا قلت «هذا رجل بيروتي» ، فقد وصفته بهذه النسبة. فان كان الاسم صفة ، ففي النسبة اليه معنى المبالغة في الصفة ، وذلك أن العرب إذا أرادت المبالغة في وصف شيء ، ألحقوا بصفته ياء النسب ، فاذا أرادوا وصف شيء بالحمرة ، قالوا «أحمر». فإذا أرادوا المبالغة في وصفه بالحمرة ، قالوا «أحمري»).
وإذا نسبت إلى اسم ألحقت به ياء النسبة ، وكسرت الحرف المتّصل بها. ويحدث بالنسب ثلاثة تغييرات ، الأول لفظي وهو إلحاق آخر الاسم ياء مشددة ، وكسر ما قبل آخره ، ونقل حركة الإعراب إلى الياء. الثاني معنوي وهو جعل المنسوب إليه اسما للمنسوب. الثالث حكمي وهو معاملته معاملة اسم المفعول من حيث رفعه الضمير والظاهر على النائبية عن الفاعل ، لأنه تضمن بعد إلحاق ياء النسب معنى اسم المفعول. فإذا قلت «جاء المصري أبوه» ، فأبوه نائب فاعل للمصري. وإذا قلت «جاء الرجل المصري» ، فالمصري يحمل ضميرا مستترا تقديره «هو» يعود على الرجل. لأن معنى «المصري» المنسوب إلى مصر).
والمنسوب على أنواع منها مالا يتغيّر عند النسب كحسين وحسينيّ. ومنها ما يتغير كفتى وفتويّ ، وصحيفة وصحفيّ.